نعم، لا يترك الصلاة من لا يستطيع الوضوء ولا التيمم. بل يصلي على حسب حاله، لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
وإليك بعض الأدلة على ذلك:
قول الله تعالى: ﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾ [التغابن: 16].
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» [متفق عليه].
حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية، فحضرت الصلاة، ولم يكن معهم ماء، فتيمموا بالصعيد، ثم وجدوا الماء بعد ذلك، فصلوا بغير وضوء، فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له، فقال: «أصبتُوا، إن الله قد كتب عليكم التيمم إذا لم تجدوا الماء».
وهناك بعض الأحكام التي يجب مراعاتها في هذه الحالة:
يجب على المسلم أن يسعى قدر الإمكان إلى تحصيل الماء أو التراب للتيمم.
إذا تعذر عليه ذلك، فإنه يصلي على حسب حاله، ويستقبل القبلة بقدر ما يستطيع.
لا يجب عليه إعادة الصلاة بعد ذلك.
وإليك بعض الأمثلة على كيفية صلاة من لا يستطيع الوضوء ولا التيمم:
إذا كان مريضًا لا يستطيع القيام، فإنه يصلي جالسًا.
إذا كان مريضًا لا يستطيع الجلوس، فإنه يصلي على جنبه.
إذا كان مريضًا لا يستطيع الركوع أو السجود، فإنه يشير برأسه.
وفي الختام، فإن الله تعالى رحيم بعباده، ولا يكلفهم ما لا يطيقون. فمن عجز عن الوضوء أو التيمم، فإنه يصلي على حسب حاله، ولا إثم عليه في ذلك.