شهد الشعر العربي الجاهلي تطورًا وتجديدًا على المستويين الشكلي والمضامين، وذلك نتيجة للتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي طرأت على المجتمع العربي في ذلك العصر.
مظاهر التجديد على المستوي الشكلي
- الوحدة الموضوعية: كان الشعر الجاهلي تقليديًا في بنائه، حيث كان يتكون من عدة أجزاء كل جزء يتحدث عن موضوع مستقل، ولكن مع تطور المجتمع العربي وظهور موضوعات جديدة، أصبح الشعراء يهتمون بالوحدة الموضوعية في قصائدهم، حيث يتناول كل قصيدة موضوعًا واحدًا فقط.
- التصريع: هو تكرار حرف الروي في آخر شطر من كل بيت من القصيدة، وقد ظهر التصريع في الشعر الجاهلي في أواخر العصر، ويعد بشار بن برد من أشهر الشعراء الذين استخدموا التصريع في شعرهم.
- الأسلوب القصصي: هو سرد قصص واقعية أو خيالية في القصيدة، وقد ظهر الأسلوب القصصي في الشعر الجاهلي في العصر الأموي، ويعد جرير من أشهر الشعراء الذين استخدموا الأسلوب القصصي في شعرهم.
مظاهر التجديد على المستوي المضامين
- ظهور موضوعات جديدة: مع تطور المجتمع العربي وظهور حضارات جديدة، ظهر موضوعات جديدة في الشعر الجاهلي، مثل المدح للخلفاء والوزراء، والهجاء، والرثاء، والوصف، والحكمة، والفلسفة.
- الاهتمام بالوصف: كان الشعر الجاهلي غنيًا بالوصف، ولكن مع تطور المجتمع العربي، أصبح الشعراء يهتمون بالوصف أكثر من ذي قبل، حيث وصفوا الطبيعة، والحيوانات، والأشخاص، والأحداث التاريخية.
- الاهتمام بالحكمة والفلسفة: مع انتشار الأديان السماوية، أصبح الشعراء يهتمون بالحكمة والفلسفة، حيث تناولوا موضوعات مثل الموت، والحياة، والحب، والأخلاق.
ومن أبرز شعراء التجديد في العصر الجاهلي:
- بشار بن برد: كان من أوائل الشعراء الذين جددوا في الشعر الجاهلي، حيث استخدم التصريع، والأسلوب القصصي، والوصف، والحكمة والفلسفة.
- جرير: كان من أشهر شعراء الهجاء في العصر الجاهلي، وقد استخدم الأسلوب القصصي في بعض قصائده.
- عمرو بن كلثوم: كان من أشهر شعراء الفخر في العصر الجاهلي، وقد استخدم الوصف في بعض قصائده.
وقد أسهم التجديد في الشعر الجاهلي في تطور الشعر العربي وإثراءه، حيث مهد الطريق للشعراء الذين جاءوا بعده، وساعد على ازدهار الشعر العربي في العصور الإسلامية.