قصيدة "و أحلم" للساعر عبد الكريم الطبال هي قصيدة رمزية تعبر عن حلم الشاعر بعالم مثالي خالٍ من المشكلات والاضطرابات. يصف الشاعر هذا العالم في صورة مدينة فاضلة تتحقق فيها كل رغبات الإنسان وأمانيه.
تبدأ القصيدة بتعبير الشاعر عن رغبته في الحلم بعالم مثالي:
و أحلم بعالمٍ لا تعرفه الأحزان ولا يعرفه الألم
يستخدم الشاعر في هذه الأبيات أسلوب النفي للتأكيد على كمال العالم الذي يحلم به. فهو عالم خالٍ من الأحزان والألم، أي خالٍ من كل ما يسبب المعاناة للإنسان.
ثم يصف الشاعر هذا العالم في صورة مدينة فاضلة:
مدينةٌ من نورٍ فوق بحرٍ من اللجين صموت فيها ترفرف الطيور وتغني بلا تعب
تتميز هذه المدينة بالنور والصمت والهدوء. فيها تعيش الطيور بسلام وتغني دون تعب.
ويستمر الشاعر في وصف هذا العالم المثالي:
فيها الأطفالُ كقلوب الأطفال في فتنة العمر فيها الرجالُ كقلوب الرجال في فجر الشباب
يصف الشاعر سكان هذه المدينة بأنهم أشبه بالأطفال في براءتهم وعفويتهم، وأشبه بالشباب في حيويتهم ونشاطهم.
ويختم الشاعر قصيدته بالتأكيد على أن هذا العالم هو حلم كل إنسان:
أو هو العالم الذي كان يهواه فؤاد أفلاطون منذ زمان
يشبه الشاعر هذا العالم بالعالم الذي كان يهواه أفلاطون في كتابه "الجمهورية". وهو عالم مثالي يتحقق فيه كل ما يصبو إليه الإنسان.
وهكذا، فإن قصيدة "و أحلم" هي تعبير عن حلم الشاعر بعالم أفضل. وهو حلم يشترك فيه كل إنسان يبحث عن السعادة والسلام.
تحليل القصيدة من حيث اللغة والأسلوب:
تتميز قصيدة "و أحلم" باللغة الجميلة والأسلوب الرشيق. يستخدم الشاعر في هذه القصيدة مجموعة من الصور الفنية والاستعارات والتشبيهات التي تساعده في التعبير عن أفكاره ومشاعره. ومن أمثلة هذه الصور الفنية:
- "مدينةٌ من نورٍ فوق بحرٍ من اللجين صموت".
- "ترفرف الطيور وتغني بلا تعب".
- "الأطفالُ كقلوب الأطفال في فتنة العمر".
- "الرجالُ كقلوب الرجال في فجر الشباب".
كما يتميز الشاعر في هذه القصيدة بأسلوبه السهل الممتنع. فهو يعبر عن أفكاره ومشاعره بأسلوب بسيط وواضح، ولكنه في الوقت نفسه غني بالصور الفنية والدلالات الرمزية.
تحليل القصيدة من حيث المحتوى والفكرة:
تدور فكرة قصيدة "و أحلم" حول حلم الشاعر بعالم مثالي خالٍ من المشكلات والاضطرابات. وهو حلم يشترك فيه كل إنسان يبحث عن السعادة والسلام.
ويمكن أن نعتبر هذه القصيدة تعبيرًا عن رغبة الإنسان في الخلاص من الواقع المرير الذي يعيشه. فهو حلم بالخلاص من الألم والمعاناة، والعيش في عالم مليء بالسعادة والأمل.
وهكذا، فإن قصيدة "و أحلم" هي تعبير عن مشاعر وأحلام الإنسان في كل مكان.
