المقدمة هي الجزء الأول من القصيدة، وعادة ما تكون عبارة عن أبيات قليلة تهدف إلى:
- جذب انتباه القارئ أو السامع.
- تقديم موضوع القصيدة.
- إعداد القارئ أو السامع لتلقي القصيدة.
وقد تختلف المقدمة من قصيدة إلى أخرى، حسب نوع القصيدة وأسلوب الشاعر. ففي القصيدة الغزلية، قد تتناول المقدمة وصف محبوبة الشاعر أو تصوير جمال الطبيعة. وفي القصيدة الحماسية، قد تتناول المقدمة بيان موضوع الحماسة أو الدعوة إلى القتال. وفي القصيدة المدحية، قد تتناول المقدمة مدح الممدوح أو ثناء عليه.
وفيما يلي بعض الأمثلة على المقدمات الشعرية:
- في قصيدة "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني، يبدأ الشاعر بوصف محبوبته وجمالها، ثم ينتقل إلى بيان حبه لها وألمه لهجرها:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر *** أما للهوى نهي عليك ولا أمر برغمك تسلب الألباب مني *** وهل يصبر على مثلك ذو صبر
- في قصيدة "بانت سعاد فقلبي اليوم متبول" لأبي نواس، يبدأ الشاعر بوصف حزنه على فراق محبوبته سعاد، ثم ينتقل إلى بيان فلسفته في الحياة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول *** متيم على عهدها ليله طويل ألا يا ليت شعري هل بعد موتها *** من صبر على ريب الدهر طويل
- في قصيدة "إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه ولا تبال في كل أمره" لأبي العتاهية، يبدأ الشاعر بنصيحة المتلقي بعدم الاهتمام بمن لا يهتم به، ثم ينتقل إلى بيان فلسفته في الحياة:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه ولا تبال في كل أمره واصرف وجهك عنه ولا تحفل به *** وإن كان ذا قرابة أو قرين
وفيما يلي بعض الأفكار حول ارتباط المقدمة بباقي القصيدة:
- قد ترتبط المقدمة بباقي القصيدة بشكل مباشر، حيث تتضمن موضوع القصيدة أو فكرة رئيسية فيها. على سبيل المثال، في قصيدة "بانت سعاد فقلبي اليوم متبول"، ترتبط المقدمة بباقي القصيدة ارتباطًا مباشرًا، حيث تتناول موضوع فراق المحبوبة، وهو الموضوع الرئيسي للقصيدة.
- قد ترتبط المقدمة بباقي القصيدة بشكل غير مباشر، حيث تتضمن صورة أو فكرة توحي بموضوع القصيدة أو فكرتها الرئيسية. على سبيل المثال، في قصيدة "أراك عصي الدمع"، ترتبط المقدمة بباقي القصيدة ارتباطًا غير مباشر، حيث تتضمن صورة المحبوبة الجميلة، وهي صورة توحي بحب الشاعر لها، وهو الموضوع الرئيسي للقصيدة.
وبشكل عام، فإن ارتباط المقدمة بباقي القصيدة يعتمد على أسلوب الشاعر وهدفه من القصيدة.