قصيدة "شوق إليك" للبحتري هي قصيدة غزل صريحة، يعبر فيها الشاعر عن شوقه الشديد لمحبوبته، التي غاب عنها، وصور هذا الشوق بمجموعة من الصور البلاغية البديعة.
تتكون القصيدة من خمسة أبيات، يستهلها الشاعر بالبيت الأول، الذي يعبر فيه عن شدة شوقه لمحبوبته، حيث يقول:
شوقٌ إليكَ تَفيضُ منهُ الأدمُعُ
وَجَوًى عَلَيكِ، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ
في هذا البيت، يصف الشاعر شوقه بأنه شديد لدرجة أنه يجعل الدموع تسيل من عينيه، ويجعل أضلاعه تضيق من شدة الألم.
وفي البيت الثاني، ينتقل الشاعر إلى وصف محبوبته، فيصفها بأنها جميلة، وأن جمالها يفوق جمال النجوم، حيث يقول:
وَمَا هَذَا الشَوْقُ إِلَيكِ وَأَنَا أَرى
بَهْجَةَ مُحْسِنٍ مِنْكِ مُتَطَلَّعُ
في هذا البيت، يؤكد الشاعر على أن شوقه لمحبوبته لا يقتصر على مشاعره الداخلية، بل إنه يظهر في تصرفاته، حيث أنه يتطلع إليها باستمرار، ويأمل في رؤيتها.
وفي البيت الثالث، يصف الشاعر جمال محبوبته، فيقول:
وَلَوْ أَنَّكِ نَظَرْتِ إِلَى مَا بِي
مِنْ حُبٍّ لَقَدْ أَفْنَيْتِ مَا بِكِ
في هذا البيت، يؤكد الشاعر على أن شوقه لمحبوبته قد أهلكه، وأنه قد أفنى قواه، حتى أنه أصبح عاجزًا عن التصرف.
وفي البيت الرابع، يعبر الشاعر عن أمله في أن تعود محبوبته إليه، حيث يقول:
أَيْنَ أَنْتِ يَا مَنْ لَوْ أَنَّكِ نَظَرْتِ
إِلَى مَا بِي أَلْقَيْتِ عَلَيَّ رَحْمَةً
في هذا البيت، يوجه الشاعر كلامه إلى محبوبته، ويطلب منها أن تنظر إليه، وترحمه من شدة شوقه.
وفي البيت الخامس، يختم الشاعر قصيدته بالدعاء إلى الله تعالى أن يجمعه مع محبوبته، حيث يقول:
فَلَا تَقْطَعِي حَبْلَ الوَصْلِ بَيْنَنَا
وَلَا تَدَعِي الْهَوَى يَشْتَدُّ بِنَا
في هذا البيت، يطلب الشاعر من محبوبته ألا تقطع حبل التواصل بينهما، وأن تترك الهوى يجمعهما.
وبشكل عام، يمكن القول أن قصيدة "شوق إليك" للبحتري هي من أجمل قصائد الغزل في الأدب العربي، فهي تعبير صادق عن مشاعر الحب والشوق، وقد استخدم فيها الشاعر مجموعة من الصور البلاغية البديعة، التي ساهمت في إبراز جمال القصيدة وتأثيرها على القارئ.
وفيما يلي بعض الصور البلاغية التي استخدمها الشاعر في هذه القصيدة:
- التشبيه: في البيت الأول، شبه الشاعر شوقه لمحبوبته بالدموع التي تسيل من العينين.
- الاستعارة المكنية: في البيت الثاني، استعار الشاعر منظر النجم المتطلع إلى القمر، للتعبير عن شوقه لمحبوبته.
- الكناية: في البيت الثالث، كناية عن شدة شوقه لمحبوبته، بقوله: "مِنْ حُبٍّ لَقَدْ أَفْنَيْتِ مَا بِكِ".
- الاستفهام الإنشائي: في البيت الرابع، استخدم الشاعر الاستفهام الإنشائي للتعبير عن أمله في أن تعود محبوبته إليه.
- الدعاء: في البيت الخامس، دعا الشاعر الله تعالى أن يجمعه مع محبوبته.
وهذه الصور البلاغية وغيرها، ساهمت في إبراز جمال القصيدة وتأثيرها على القارئ.
