طبيعة تطور المعرفة العلمية هي التراكم التدريجي، حيث تبنى المعرفة العلمية الجديدة على المعرفة العلمية السابقة، وتساهم في تطويرها وتحسينها. وهذا يعني أن المعرفة العلمية لا تنشأ من العدم، بل هي نتاج تفاعل مستمر بين العلماء والباحثين، وتطورها لا يتوقف عند حد معين، بل تستمر في التطور مع مرور الوقت.
ويمكن تقسيم تطور المعرفة العلمية إلى مراحل رئيسية، هي:
- المرحلة الأولى: هي مرحلة الاكتشافات والفرضيات، حيث يقوم العلماء بإجراء الملاحظات والتجارب، ويطرحون فرضيات لتفسير هذه الملاحظات.
- المرحلة الثانية: هي مرحلة التحقق والاختبار، حيث يتم اختبار الفرضيات من خلال إجراء تجارب جديدة، وجمع المزيد من البيانات.
- المرحلة الثالثة: هي مرحلة الاستنتاجات والنظريات، حيث يتم التوصل إلى استنتاجات حول طبيعة الظواهر المدروسة، وبناء نظريات لتفسير هذه الظواهر.
وخلال هذه المراحل، قد تتعرض المعرفة العلمية القديمة إلى النقد والمراجعة، وقد يتم تعديلها أو رفضها، وقد يتم استبدالها بمعرفة علمية جديدة. وهذا ما يؤكد على الطبيعة الديناميكية للمعرفة العلمية، وقدرتها على التطور والتغير.
ومن الأمثلة على تطور المعرفة العلمية، ما يلي:
- نظرية كوبرنيكوس: كانت نظرية الأرض مركز الكون هي المقبولة في العصور الوسطى، ولكن في القرن السادس عشر، طرح كوبرنيكوس نظرية أن الشمس هي مركز الكون، وقد تم اختبار هذه النظرية من خلال إجراء تجارب وملاحظات جديدة، وقد ثبت صحتها، مما أدى إلى تغيير جذري في المعرفة العلمية حول الكون.
- نظرية التطور الداروينية: كانت نظرية داروين عن التطور من خلال الانتقاء الطبيعي هي ثورة في علم الأحياء، وقد تم طرح هذه النظرية في القرن التاسع عشر، وقد تم اختبارها من خلال إجراء تجارب وملاحظات جديدة، وقد ثبت صحتها، مما أدى إلى تغيير جذري في المعرفة العلمية حول أصل وتطور الحياة.
وهكذا، فإن طبيعة تطور المعرفة العلمية هي التراكم التدريجي، حيث تبنى المعرفة العلمية الجديدة على المعرفة العلمية السابقة، وتساهم في تطويرها وتحسينها. وهذا ما يجعل المعرفة العلمية أداة قوية للفهم والتفسير، والتنبؤ بالظواهر الطبيعية.