أطروحة النص الصفحة 46 للفيلسوف راسل هي أن العلم الحديث قد أدى إلى تغير جذري في نظرة الإنسان للطبيعة. ففي الماضي، كان الإنسان ينظر إلى الطبيعة على أنها كائن حي معقد يستحق الاحترام والتقدير. أما في العصر الحديث، فقد أصبح الإنسان ينظر إلى الطبيعة على أنها مجرد موضوع يمكن السيطرة عليه واستغلاله.
ويوضح راسل هذه الأطروحة من خلال عدة نقاط، منها:
- أن العلم الحديث قد كشف عن أن الطبيعة تعمل وفق قوانين محددة يمكن فهمها وتطبيقها.
- أن هذه القوانين تسمح للإنسان بالتحكم في الطبيعة واستغلالها لصالحه.
- أن هذا التحكم والاستغلال قد أدى إلى تغيرات كبيرة في المجتمع البشري، مثل تطور التكنولوجيا والصناعات.
ويرى راسل أن هذا التغيير في نظرة الإنسان للطبيعة له نتائج إيجابية وسلبية. فمن ناحية، فقد أدى إلى تقدم كبير في العلوم والتكنولوجيا، مما ساهم في تحسين حياة الإنسان. ومن ناحية أخرى، فقد أدى إلى استغلال الطبيعة بشكل غير مسؤول، مما يهدد مستقبلها.
ويخلص راسل إلى أن الإنسان بحاجة إلى إيجاد توازن بين الاستفادة من الطبيعة دون الإضرار بها. فالتكنولوجيا يمكن أن تستخدم لتحسين حياة الإنسان، ولكن يجب استخدامها بمسؤولية وأخلاق.
وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح كيف أدى العلم الحديث إلى تغير نظرة الإنسان للطبيعة:
- في الماضي، كان الإنسان يخشى الطبيعة ويعتقد أنها مصدر الشر. أما في العصر الحديث، فقد أصبح الإنسان يسيطر على الطبيعة ويستخدمها لصالحه.
- في الماضي، كان الإنسان يعتقد أن الطبيعة تحكمها قوى غيبية. أما في العصر الحديث، فقد أصبح الإنسان يعتقد أن الطبيعة تحكمها قوانين طبيعية يمكن فهمها وتطبيقها.
- في الماضي، كان الإنسان يهتم بالطبيعة من أجل جمالها وروعتها. أما في العصر الحديث، فقد أصبح الإنسان يهتم بالطبيعة من أجل فوائدها الاقتصادية.
وهذه التغييرات في نظرة الإنسان للطبيعة لها آثار عميقة على المجتمع البشري، وتتطلب منا إعادة التفكير في علاقتنا بالطبيعة.