يعد كتاب كليلة و دمنة من أشهر الكتب الأدبية التي تجمع بين الحكمة والسخرية والفنون البلاغية، وهو كتاب يحتوي على مجموعة من القصص المأخوذة عن التراث الهندي والفارسي والعربي، وقد ترجمه عبد الله بن المقفع إلى اللغة العربية في القرن الثامن الميلادي، مضيفا إليه لمساته الأدبية والسياسية.
من مظاهر الإمتاع في هذا الكتاب ما يلي:
- استخدام الحيوانات والطيور كشخصيات رئيسية في القصص، وإسناد إليها صفات بشرية مثل الذكاء والغباء والخبث والوفاء، مما يجعل القصص أكثر حيوية وتشويقا، ويسهل على القارئ التعرف على المغزى من خلال التشبيه.
- استعمال أساليب بلاغية متنوعة مثل المجاز والاستعارة والتشبيه والحسن والقبح والكناية والإشارة، مما يزيد من جمالية الأسلوب وروعة التعبير، ويبرز مهارة المؤلف في استخدام لغة الضاد.
- تضمين القصص لعدة مواضيع هامة تتعلق بالسياسة والأخلاق والحكمة والدين، وتقديم نصائح ومواعظ بطريقة غير مباشرة أو مبطنة، مما يجعل القارئ يستفيد من الكتاب في تنمية فكره وأخلاقه، ويشعر بأنه يستمع إلى حكيم أو مرشد.
- اختلاف طول القصص وتنوع شخصياتها وأحداثها، فبعضها قصير جدا، وبعضها طويل نسبيا، وبعضها يحكي عن حادثة واحدة، وبعضها يحكي عن قصص داخل قصص، مما يجعل الكتاب غير ممل أو مكرر، بل يحافظ على انتباه القارئ وإثارة فضوله.