قصيدة ليل الصعاليك للشاعر عروة بن الورد، من أشهر قصائد العصر الجاهلي، وتعد من قصائد الصعاليك، وهي ظاهرة أدبية ظهرت في العصر الجاهلي، تمثلت في مجموعة من الشعراء الذين عاشوا حياة بدوية، وتميزوا بسلوكهم المستقل، ورفضهم التقاليد الاجتماعية، ودفاعهم عن الفقراء والمظلومين.
تتكون القصيدة من 24 بيتا، وتتناول موضوعين رئيسيين:
الموضوع الأول: يصف الشاعر في هذا الموضوع زوجته سلمى ابنة المنذر، التي كانت تطلب منه أن يترك حياة الغزوات والغارات، وتستقر معه في حياة الترف والنعيم.
البيت الأول: يخاطب الشاعر زوجته قائلا: "اقلي عليَّ اللوم يا ابنة منذر ونامي فإن لم تشته النوم فاسهري".
البيت الثاني: يؤكد الشاعر على رغبته في السفر والغزو، قائلا: "يذريني أُطَوف في البلاد لعلُني أُخليك أو أعنيك عن سوء مَحضر".
البيت الثالث: يعبر الشاعر عن عدم خوفه من الموت، قائلا: "فإن فاز سهم للمنية لم أكنْ جَزوعا وهل عن ذاك من متأخرِ؟".
البيت الرابع: يؤكد الشاعر على رغبته في العودة سالما إلى زوجته، قائلا: "وإن فازَ سهمي كفكم عن مقاعد لكم خلفَ أدبار البيوتِ، ومنظر".
الموضوع الثاني: يصف الشاعر في هذا الموضوع الصعلوك الحقيقي، الذي يتميز بالكرم والشجاعة والدفاع عن المظلومين، ويرفض حياة الرفاهية والترف.
البيت الخامس: يصف الشاعر الصعلوك الحقيقي قائلا: "لحى اللهُ صُعْلوكاً إذا جنّ ليلـه مُصَافي المُشاشِ آلِفاً كلِّ مَجْزرِ".
البيت السادس: يصف الشاعر أن الصعلوك الحقيقي لا يهتم بالغنى، قائلا: "يَعُدُّ الغِنى من دهره كل ليلـةٍ أصاب قِراها من صديق ميسرِ".
البيت السابع: يصف الشاعر أن الصعلوك الحقيقي يهتم بمساعدة الفقراء والمحتاجين، قائلا: "قليل التماس الـزاد إلا لنفسـه إذا هو أضحى كالعريش المجورِ".
البيت الثامن: يصف الشاعر أن الصعلوك الحقيقي لا يهتم بالراحة، قائلا: "ينام عشاء ثـم يصبـح ناعسًا يحت الحصى عن جنبه المتعفرٍ".
البيت التاسع: يصف الشاعر أن الصعلوك الحقيقي يساعد الفقراء والمحتاجين، قائلا: "يعينُ نساءَ الحي ما يَسْتعينهُ فيمسي طليحا كالبعير المحّـسرِ".
الخاتمة: يختم الشاعر قصيدته بالتأكيد على أن الصعلوك الحقيقي هو من يدافع عن الحق والعدل، ويرفض حياة الرفاهية والترف.
البيت العشرون: يقول الشاعر: "فإنْ كانَ أَرَدْتِ الْخَيْرَ فَلَا تَصْبِرِي عَلَى بَعْضِ الْكَرَمِ فَإِنَّ الْكَرَمَ يَنْقُصُ".
البيت الحادي والعشرون: يقول الشاعر: "وَإِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ الْعَيْشَ فَامْضِي فَإِنَّ الْعَيْشَ فِي الْخَيْرِ وَالْعَفْوِ".
البيت الثاني والعشرون: يقول الشاعر: "وَإِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ الْفَخْرَ فَامْضِي فَإِنَّ الْفَخْرَ فِي الْكَرَمِ وَالْجُودِ".
قصيدة ليل الصعاليك من القصائد الرائعة التي تعبر عن طبيعة حياة الصعاليك وأفكارهم، وقد حظيت باهتمام النقاد والدارسين، وتعد من أهم قصائد العصر الجاهلي.