الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإنّ قوله تعالى: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" توجيهٌ إلهيٌّ لعباده المؤمنين باتّقاء يوم القيامة، ذلك اليوم الذي يُحاسب فيه الناس على أعمالهم، ويُجازون عليها ثوابًا وعقابًا.
وإليك بعض النقاط التي تُوضّح معنى هذه الآية الكريمة:
1. يومٌ عظيمٌ:
يُشيرُ الله تعالى إلى يوم القيامة بقوله: "يومًا" ليُشير إلى عظمته وخطره، فهو يومٌ يختلف عن جميع أيام الدنيا، يومٌ تُبعث فيه الأرواحُ في الأجساد، وتُحاسب فيه النفوس على أعمالها، ويُجازى فيه الناس على ما قدّموا.
2. يومٌ تُرجعون فيه إلى الله:
يُخبرُ الله تعالى عباده أنّهم سيرجعون إليه يوم القيامة، فلا ينفعُ مالٌ ولا جاهٌ ولا سلطانٌ، ولا ينفعُ إلاّ العمل الصالح الذي يُقرّبُ العبد من الله تعالى.
3. يومٌ تُوفّى كلّ نفسٍ ما كسبت:
يُؤكّد الله تعالى أنّ يوم القيامة هو يوم الجزاء، يومُ تُوفّى فيه كلّ نفسٍ ما كسبت من خيرٍ وشرّ، فلا يُظلمُ أحدٌ، ولا يُحاسبُ أحدٌ على عملِ غيرِه.
4. يومٌ لا يظلمون فيه:
يُبيّن الله تعالى عدله سبحانه وتعالى، فلا يُظلمُ أحدٌ يوم القيامة، بل يُجازى كلّ إنسانٍ بما عمله.
وعلى ضوء ما سبق، فإنّ واجبَ المؤمنين هو:
- اتّقاء الله تعالى: وذلك بفعلِ الطاعات واجتنابِ المعاصي.
- الإيمان باليوم الآخر: وذلك إيمانًا جازمًا لا شكّ فيه.
- العمل الصالح: الذي يُقرّبُ العبد من الله تعالى.
- التوبةُ من الذنوب: والاستغفارُ من الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لاتّقائه وعبادته، وأن يُعِينَنا على العمل الصالح، وأن يُجيرنا من عذاب يوم القيامة.
والله أعلم.