إنّ قول "وكم من أمّة قاهرة لما تركت التناصح عفا عليها الزمن" حكمةٌ عميقةٌ تُجسّدُ أهميةَ التناصحِ في استمرارِ الأممِ وازدهارِها. فالتناصحُ هوَ تبادلُ النصائحِ والتوجيهاتِ بينَ الأفرادِ، سواءٌ أكانَ ذلكَ بشكلٍ مباشرٍ أمْ غيرِ مباشرٍ، بهدفِ تحسينِ السلوكِ والأداءِ وتحقيقِ الصالحِ العامّ.
وكمْ من أمّةٍ عظيمةٍ سقطتْ وزالتْ بعدَ أنْ هجرتْ التناصحَ وانغمستْ في الغرورِ والانحلالِ. فالتاريخُ مليءٌ بأمثلةٍ على ذلكَ، مثلُ:
- الإمبراطوريةُ الرومانيةُ: التي كانتْ أعظمَ أمّةٍ في العالمِ في زمنها، إلا أنّها سقطتْ بعدَ أنْ انتشرَ فيها الفسادُ والانحلالُ، وتركَ الناسُ التناصحَ فيما بينهم.
- الإمبراطوريةُ العثمانيةُ: التي كانتْ من أقوى الأممِ في العالمِ، إلا أنّها سقطتْ بعدَ أنْ ضعفَتْ وانهارتْ بسببِ الفسادِ والانحلالِ، وتركَ الناسُ التناصحَ فيما بينهم.
وكمْ من أمّةٍ صغيرةٍ نهضتْ وازدهرتْ بفضلِ التناصحِ والتعاونِ بينَ أفرادها. فالتناصحُ يُساعدُ على:
- تحسينِ السلوكِ والأداءِ: من خلالِ تبادلِ النصائحِ والتوجيهاتِ، يُمكنُ للأفرادِ تحسينِ سلوكِهم وأداءِهم في مختلفِ مجالاتِ الحياةِ.
- تحقيقِ الصالحِ العامّ: من خلالِ التعاونِ والتنسيقِ بينَ الأفرادِ، يُمكنُ تحقيقِ الصالحِ العامّ للمجتمعِ ككلّ.
- تعزيزِ الروابطِ الاجتماعيةِ: من خلالِ التناصحِ والتواصلِ، تُصبحُ العلاقاتُ بينَ الأفرادِ أقوى وأكثرَ عمقًا.
ولذلكَ، فإنّ التناصحَ واجبٌ على كلّ فردٍ في المجتمعِ، وهوَ مسؤوليةٌ عظيمةٌ تُساهمُ في استمرارِ الأممِ وازدهارِها.
فَكُنْ أنتَ منْ يُساهمُ في بناءِ مجتمعٍ أفضلَ من خلالِ التناصحِ معَ إخوانِكَ وأخواتِكَ.