قصيدة قالت الأرض
قالت الأرضُ يوماً:
أنا الأرضُ، هَبَانِي اللهُ لِيَسْكُنَنِي الإنسانُ، وَلِيَعْمَلَ عَلَيَّ، وَلِيَحْفَظَنِي.
وَقَدْ أَتَى الإنسانُ، وَسَكَنَنِي، وَعَمِلَ عَلَيَّ، وَحَفَظَنِي.
وَفَعَلَ الإنسانُ بي الكثيرَ، مِنَ الخيرِ وَالشَّرِّ.
فَبَنَى مُدُنًا وَقُرىً، وَحَفَرَ الأَنْهَارَ وَالأَوْدِيَةَ، وَغَرَسَ الأشْجَارَ وَالزَّرْعَ، وَرَبَّى الْبَهَائِمَ، وَعَلَمََ النَّاسَ الكَتَابَةَ وَالْقِرَاءَةَ، وَصَنَعَ الْآلَاتِ وَالْعَدَدَانِ، وَعَمَلَ فِي مَجَالِ الْعِلْمِ وَالْطِّبِّ وَالْفَنِّ.
وَكَانَ الإنسانُ حَسَنًا مَعِي، فَحَفَظَنِي وَرَعَانِي، وَجَعَلَنِي مَكَانًا لِلْحَيَاةِ وَالْعَمَلِ وَالْخَيْرِ.
وَكَانَ الإنسانُ شَرًّا مَعِي، فَأَتَلَفَنِي وَأَهَانَنِي، وَجَعَلَنِي مَكَانًا لِلْخَرَابِ وَالْحَرْبِ وَالْفَسَادِ.
وَأَنَا، الْأَرْضُ، أُحِبُّ الْإِنْسَانَ الْحَسَنَ، وَأَكْرَهُ الْإِنْسَانَ الشَّرَّ.
وَأَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ حَسَنًا مَعِي، وَيَحْفَظَنِي وَرَعَانِي، وَجَعَلَنِي مَكَانًا لِلْحَيَاةِ وَالْعَمَلِ وَالْخَيْرِ.
نثر القصيدة
في هذه القصيدة، تخاطب الأرض الإنسان، وتتحدث له عن نفسها. فهي تقول له إنها خلقها الله لتسكنها وتعمرها، وأن الإنسان فعل ذلك، لكنه فعل الكثير من الخير والشر في الوقت نفسه.
في البداية، تتحدث الأرض عن الإنسان الذي أحسن إليها، فبنى المدن والقرى، وحفر الأنهار والأودية، وغرس الأشجار والزرع، وربى الحيوانات، وعلّم الناس الكتابة والقراءة، وصنع الآلات والأدوات، وعمل في مجال العلم والطب والفن.
وتعبر الأرض عن سعادتها بهذا الإنسان، فهي ترى فيه الخير والأمل، وتأمل أن يستمر في معاملتها بالحسنى.
لكن الأرض تتحدث أيضًا عن الإنسان الذي أساء إليها، فأهلكها وأهانها، وجعل منها مكانًا للخراب والحروب والفساد.
وتعبر الأرض عن غضبها من هذا الإنسان، فهي ترى فيه الشر والظلم، وتأمل أن يتوقف عن الإساءة إليها.
وفي النهاية، تدعو الأرض الإنسان إلى أن يكون حسنًا معها، وأن يحافظ عليها ويرعاها، ويجعل منها مكانًا للحياة والعمل والخير.
التوضيح