تختلف قدرة الكائنات الحية على مقاومة التغيرات الحادثة في درجة حرارة الوسط المحيط تبعًا لنوع الكائن الحي وخصائصه الفيزيائية والكيميائية، وإلى مدى ارتباطه بالبيئة المحيطة به.
بشكل عام، يمكن تقسيم الكائنات الحية إلى مجموعتين رئيسيتين من حيث قدرتها على مقاومة التغيرات الحرارية:
- الكائنات الحية ذات التنظيم الحراري الداخلي (Endotherms): وهي الكائنات الحية التي يمكنها الحفاظ على درجة حرارة جسمها ثابتة داخل نطاق معين، حتى عندما تتغير درجة حرارة البيئة المحيطة بها. وتشمل هذه المجموعة الثدييات والطيور والزواحف.
- الكائنات الحية ذات التنظيم الحراري الخارجي (Ectotherms): وهي الكائنات الحية التي تعتمد على البيئة المحيطة بها لتنظيم درجة حرارة جسمها. وتشمل هذه المجموعة الأسماك والبرمائيات والحشرات واللافقاريات الأخرى.
تتمتع الكائنات الحية ذات التنظيم الحراري الداخلي بقدرة أكبر على مقاومة التغيرات الحرارية من الكائنات الحية ذات التنظيم الحراري الخارجي. وذلك لأن الكائنات ذات التنظيم الحراري الداخلي تمتلك آليات فسيولوجية متخصصة تساعدها على الحفاظ على درجة حرارة جسمها ثابتة، مثل:
- زيادة معدل التنفس، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الحرارة.
- تقلص العضلات، مما يؤدي إلى توليد الحرارة.
- اللجوء إلى مناطق أكثر برودة أو دفئاً.
أما الكائنات الحية ذات التنظيم الحراري الخارجي، فهي أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات الحرارية. وذلك لأنها تعتمد على البيئة المحيطة بها لتنظيم درجة حرارة جسمها. فعندما ترتفع درجة حرارة البيئة المحيطة، فإن الكائنات الحية ذات التنظيم الحراري الخارجي تفقد الحرارة من جسمها بشكل أسرع، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة جسمها إلى حد يضر بها.
وبشكل عام، فإن الكائنات الحية التي تعيش في بيئات ذات درجات حرارة ثابتة نسبيًا تكون أكثر قدرة على تحمل التغيرات الحرارية من الكائنات الحية التي تعيش في بيئات ذات درجات حرارة متقلبة.
في ظل تغير المناخ، الذي يشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة العالمية، فإن الكائنات الحية بشكل عام، وخاصةً الكائنات الحية ذات التنظيم الحراري الخارجي، ستكون أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات الحرارية. وقد يؤدي ذلك إلى انقراض بعض الأنواع أو إلى تغيرات في سلوكيات وتوزيعات الكائنات الحية الأخرى.
وهناك بعض العوامل التي يمكن أن تساعد الكائنات الحية على التكيف مع التغيرات الحرارية، مثل:
- التكيف الوراثي: يمكن للكائنات الحية أن تتطور وتصبح أكثر مقاومة للتغيرات الحرارية بمرور الوقت.
- التغيرات السلوكية: يمكن للكائنات الحية أن تغير سلوكها لتجنب التعرض لدرجات الحرارة القصوى.
- الهجرة: يمكن للكائنات الحية أن تهاجر إلى مناطق أكثر ملاءمة من حيث درجة الحرارة.
ولكن، من المهم ملاحظة أن هذه العوامل قد لا تكون كافية لمساعدة جميع الكائنات الحية على التكيف مع التغيرات الحرارية السريعة التي يشهدها العالم اليوم.