كتاب "دلائل الإعجاز" للإمام عبد القاهر الجرجاني هو أحد أهم الكتب في تاريخ النقد الأدبي العربي، وقد حظي باهتمام كبير منذ صدوره في القرن الخامس الهجري، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها:
- أنه أول كتاب يتناول موضوع إعجاز القرآن الكريم من منظور بلاغي، حيث يسعى الجرجاني إلى إثبات أن إعجاز القرآن الكريم إنما يكمن في بلاغته وفصاحته، وليس في محتواه العلمي أو المعجزات التي وردت فيه.
- أن الجرجاني قد قدم في كتابه تحليلات بلاغية دقيقة للقرآن الكريم، تتسم بالدقة والموضوعية، وقد ساهمت هذه التحليلات في تطوير علم البلاغة العربية.
- أن كتاب "دلائل الإعجاز" قد كان له تأثير كبير على الفكر الإسلامي، حيث ساهم في ترسيخ فكرة إعجاز القرآن الكريم، ودفع المسلمين إلى الاهتمام بدراسة اللغة العربية وعلوم البلاغة.
رغم أهمية كتاب "دلائل الإعجاز" إلا أنه لم يسلم من النقد، وقد تناول النقاد جوانب مختلفة من الكتاب، منها:
- الجانب المنهجي: انتقد بعض النقاد منهجية الجرجاني في تناول موضوع إعجاز القرآن الكريم، حيث اعتبروا أن اعتماده على التحليلات اللغوية والبلاغية وحدها لا يكفي لإثبات إعجاز القرآن الكريم، بل لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أيضاً محتواه العلمي والمعجزات التي وردت فيه.
- الجانب اللغوي: انتقد بعض النقاد الجرجاني في بعض المسائل اللغوية التي تناولها في كتابه، حيث اعتبروا أن بعض آرائه غير دقيقة أو غير صحيحة.
- الجانب البلاغي: انتقد بعض النقاد الجرجاني في بعض التحليلات البلاغية التي قدمها، حيث اعتبروا أن بعض هذه التحليلات غير دقيقة أو غير موضوعية.
ومن أهم الانتقادات التي وجهت إلى كتاب "دلائل الإعجاز" ما يلي:
- أن الجرجاني قد بالغ في تقدير بلاغة القرآن الكريم، حيث اعتبر أن القرآن الكريم لا يضاهى في بلاغته أي نص آخر، سواء كان عربياً أو غير عربي.
- أن الجرجاني قد أغفل بعض جوانب الإعجاز القرآني، مثل الإعجاز العلمي والمعجزات.
- أن الجرجاني قد قدم بعض التحليلات البلاغية التي لا تستند إلى أسس علمية صحيحة.
رغم هذه الانتقادات إلا أن كتاب "دلائل الإعجاز" يظل من أهم الكتب في تاريخ النقد الأدبي العربي، وقد ساهم في تطوير علم البلاغة العربية، ودفع المسلمين إلى الاهتمام بدراسة اللغة العربية وعلوم البلاغة.