فرنسيس بيكون هو فيلسوف وعالم إنجليزي عاش في القرن السابع عشر، ويعتبر أحد رواد الثورة العلمية والمنهج التجريبي. في هذا النص، يتحدث بيكون عن أربعة أنواع من الأوهام أو الأصنام التي تضلل العقل البشري وتحول دون تحقيق المعرفة الصحيحة. هذه الأوهام هي:
- أوهام القبيلة: هي التي تنشأ من طبيعة الإنسان نفسه، والتي تكون قاصرة ومحدودة ومتأثرة بالغرائز والميلات والعادات. فالإنسان يميل إلى التعميم والتسرع في الحكم والإخضاع للسلطات التقليدية دون تفكير نقدي.
- أوهام الكهف: هي التي تنشأ من التجارب والخبرات الخاصة بكل شخص، والتي تطبع شخصيته وتصنع نمط تفكيره. فالإنسان يتأثر بالدين والثقافة والمعتقدات والأهواء والهواجس التي تحجب عنه رؤية الحقائق كما هي. كأنه يعيش في كهف مظلم لا يستقبل منه إلا ظلال الأشياء.
- أوهام السوق: هي التي تنشأ من التبادل والتواصل بين الناس بواسطة اللغة، والتي تكون مصدرا للخطأ والوهم. فاللغة تحتوي على كلمات وألفاظ لا تعبر عن معان حقيقية أو محددة، بل تستخدم للزخرفة أو التضليل أو التشبث بالأسماء دون معرفة بالأشياء.
- أوهام المسرح: هي التي تنشأ من قبول الإنسان للمذاهب والنظريات الفلسفية أو العلمية التي تُقَدَّم له على شكل مسرحية مؤثرة، بدلا من اختبارها بالملاحظة والتجربة. فالإنسان يصدق ما يروج له المؤلفون والمفكرون دون نقد أو شك.
إذاً، يدعو بيكون إلى تطهير العقل من هذه الأصنام، وإلى اتباع المنهج التجريبي، الذي يستند إلى الملاحظة والتجربة والاستقراء.
تحليل نص فرنسيس بيكون ،الأوهام المحدقة بالعقل البشري ،الصفحة 22 مباهج الفلسفة.