قيمة الاستفهام في بيت أول من قصيدة هي جذب انتباه القارئ وإثارة فضوله، وجعله يفكر في الإجابة على السؤال، مما يدفعه إلى متابعة قراءة القصيدة. كما أن الاستفهام يمكن أن يعطي للقارئ انطباعاً عن موضوع القصيدة، ويجعله يتخيل ما الذي سيقوله الشاعر في الأبيات القادمة.
يمكن أن يكون الاستفهام في البيت الأول من القصيدة استفهاماً مباشراً، مثل:
هل تذكرين ليلة اللقاء؟
أو يمكن أن يكون استفهاماً ضمنياً، مثل:
أين أنت يا حبيبي؟
في المثال الأول، يسأل الشاعر مباشرةً عن تذكر المحبوبة لليلة اللقاء، مما يثير فضولها ورغبتها في معرفة ما سيقوله الشاعر في الأبيات القادمة. أما في المثال الثاني، فإن الشاعر يسأل ضمنياً عن مكان المحبوب، مما يدفع القارئ إلى التفكير في هذا السؤال، ويجعله يتخيل ما الذي سيقوله الشاعر في الأبيات القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الاستفهام في البيت الأول من القصيدة استفهاماً بلاغياً، أي استفهاماً لا يقصد به طلب الإجابة، وإنما يقصد به التأكيد على شيء ما، أو إثارة شعور معين لدى القارئ. مثل:
ألست أنت يا حبيبي أجمل من القمر؟
في هذا المثال، فإن الشاعر لا يقصد بالفعل سؤال المحبوبة عن جمالها، وإنما يقصد التأكيد على جمالها، وإثارة شعور الحب والغيرة في قلبها.
وأخيراً، يمكن أن يكون الاستفهام في البيت الأول من القصيدة استفهاماً فلسفياً، أي استفهاماً يطرح مشكلة أو سؤالاً عميقاً، مما يدفع القارئ إلى التفكير في هذه المشكلة أو السؤال. مثل:
ما معنى الحياة؟
في هذا المثال، فإن الشاعر يطرح سؤالاً فلسفياً عميقاً، يدفع القارئ إلى التفكير في معنى الحياة، وهدف وجوده في هذه الدنيا.