الإجابة على هذا السؤال تعتمد على كيفية تعريف النوم. إذا عرّفنا النوم على أنه حالة من الراحة الجسدية والعقلية، فإن الأشجار يمكن القول إنها تنام في الليل. ففي الليل، تفقد الأشجار ضغط المياه داخل خلاياها، مما يؤدي إلى استرخاء فروعها وأوراقها. كما تنخفض درجة حرارة الأشجار في الليل، مما يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض فيها.
ومع ذلك، إذا عرّفنا النوم على أنه حالة من اللاوعي، فإن الأشجار لا يمكن القول إنها تنام. فالأشجار لا تفقد وعيها في الليل، بل تظل نشطة في أداء بعض العمليات الحيوية، مثل تنفس الجذور وتنظيم تبادل الغازات.
وبشكل عام، يمكن القول إن الأشجار تأخذ نصيبها من الراحة والهدوء في الليل، ولكن ليس بنفس الطريقة التي يفعلها البشر.
فيما يلي بعض الأدلة التي تدعم القول بأن الأشجار تنام في الليل:
- تتدلى فروع الأشجار في الليل. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن فروع الأشجار الطويلة قد تتدلى بمقدار 10 سم في الليل. ويرجع ذلك إلى انخفاض ضغط المياه داخل خلايا الشجرة، مما يؤدي إلى استرخاء الخلايا.
- تنخفض درجة حرارة الأشجار في الليل. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن درجة حرارة الأشجار قد تنخفض بمقدار 5 درجات مئوية في الليل. ويرجع ذلك إلى انخفاض معدل الأيض في الأشجار في الليل.
- تنخفض مستويات هرمونات النمو في الأشجار في الليل. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن مستويات هرمونات النمو في الأشجار قد تنخفض بمقدار 50٪ في الليل. ويرجع ذلك إلى أن الأشجار لا تحتاج إلى النمو في الليل.
ومع ذلك، هناك بعض الأدلة التي تدعم القول بأن الأشجار لا تنام في الليل:
- تظل الأشجار نشطة في الليل في بعض العمليات الحيوية. فمثلاً، تظل جذور الأشجار تتنفس في الليل، وتنظم الأشجار تبادل الغازات في الليل.
- لا تفقد الأشجار وعيها في الليل. فمثلاً، يمكن للأشجار أن تستجيب للمنبهات في الليل، مثل الضوء أو الصوت.
وبشكل عام، فإن الإجابة على سؤال "هل تنام الأشجار؟" لا تزال غير واضحة تماماً. ويحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم طبيعة النوم عند الأشجار بشكل أفضل.