هناك عدة أسباب لعدم قول مصطفى كامل "كلمت الرجال".
أولاً، كان مصطفى كامل رجلاً ذا مبادئ وأخلاق عالية، وكان يعتقد أن الظلم لا يجوز السكوت عليه، مهما كانت العواقب. لذلك، كان من غير المعقول بالنسبة له أن يقبل بالظلم الذي كان يتعرض له الشعب المصري من قبل الاحتلال البريطاني.
ثانياً، كان مصطفى كامل رجلاً شجاعاً وجريئاً، وكان لا يخشى مواجهة المخاطر من أجل ما يؤمن به. لذلك، لم يكن من الممكن أن يتخلى عن نضاله من أجل استقلال مصر، حتى لو كان ذلك سيكلفه حياته.
ثالثاً، كان مصطفى كامل رجلاً مؤمناً بالمستقبل المشرق لمصر، وكان يعتقد أن الشعب المصري قادر على تحقيق الاستقلال والتقدم. لذلك، كان من الضروري بالنسبة له أن يواصل النضال من أجل تحقيق هذا الهدف.
وفيما يلي بعض الأمثلة على موقف مصطفى كامل من الظلم الذي كان يتعرض له الشعب المصري:
- في عام 1892، قاد مصطفى كامل حملة شعبية ضد قانون الطوارئ الذي فرضه الاحتلال البريطاني.
- في عام 1893، أسس مصطفى كامل الجمعية الوطنية المصرية، وهي أول منظمة سياسية مصرية تطالب باستقلال مصر.
- في عام 1897، قاد مصطفى كامل حملة شعبية ضد معاهدة برلين، التي كانت تمنح فرنسا الحق في السيطرة على السودان.
ونتيجة لموقفه هذا، تعرض مصطفى كامل للاضطهاد من قبل الاحتلال البريطاني، ونفي إلى فرنسا مرتين. وفي النهاية، توفي مصطفى كامل في عام 1908، دون أن يرى تحقيق حلمه باستقلال مصر.
ولكن، على الرغم من وفاته، إلا أن نضال مصطفى كامل استمر، وساهم في تحقيق استقلال مصر في عام 1952.