نعم، المومنون يتواضعون لله طمعا في رضاه.
التواضع هو خلق من أخلاق المؤمنين، وهو من أعظم أسباب محبة الله لهم ورضاه عنهم. قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36].
وسبب ذلك أن التواضع هو إظهار كمال العبودية لله، واعتراف العبد بضعفه وفقره لله، وذل نفسه له. وهذا الاعتراف هو من أعظم أسباب محبة الله للعبد ورضاه عنه.
فالمومن عندما يتواضع لله، فإنه بذلك يقر بأن الله هو المالك الحقيقي لكل شيء، وأنه هو المستحق للعبادة والطاعة، وأن العبد هو عبده المخلوق الذليل. وهذا الاعتراف هو من أعظم أسباب محبة الله للعبد.
ولذلك، فإن المومنين يتواضعون لله طمعا في رضاه وحبه. فهم يعلمون أن الله لا يحب المتكبرين، وإنما يحب المتواضعين.
وهناك العديد من الأدلة من القرآن والسنة على أن التواضع من أخلاق المؤمنين، ومن أسباب محبة الله لهم ورضاه عنهم. ومن هذه الأدلة:
- قوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37].
- قوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
- قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
- قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد". رواه مسلم.
ولذلك، ينبغي للمسلم أن يتواضع لله في جميع أحواله، وأن يحرص على أن يكون من عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا.