الجواب على هذا السؤال هو نعم، في رأيي. الحرية هي قيمة أساسية للإنسان، وهي ضرورية للعيش الكريم. فهي تمكننا من اختيار طريقنا في الحياة، والتعبير عن أنفسنا، والسعي لتحقيق أهدافنا.
أما الذين لا يتمتعون بالحرية، أو الذين فقدوها، فهم أكثر من يدرك أهميتها. فهم يعرفون كيف يكون العيش في ظل القمع والاستبداد، وكيف يكون الشعور بالظلم والحرمان. لذلك فهم يقدرون الحرية أكثر من غيرهم، ويدافعون عنها بكل قوة.
وعلى العكس، فإن الذين يتمتعون بالحرية بشكل دائم، قد لا يقدرونها بالقدر الذي يستحقه. فهم قد لا يدركون مدى أهمية الحرية، لأن حياتهم كلها مبنية على أساسها. لذلك قد يكونون أقل استعدادًا للدفاع عن الحرية، أو للمخاطرة بها من أجل الآخرين.
وهذا ما يؤكده الواقع، حيث أن أكثر الأشخاص الذين يدافعون عن الحرية هم أولئك الذين تعرضوا للظلم والقمع. فمثلًا، كان قادة الثورة الأمريكية من المستعمرين الذين عانوا من الاستبداد البريطاني. وكان قادة الثورة الفرنسية من الفلاحين والعمال الذين عانوا من القمع الإقطاعي.
لذلك، يمكن القول أن العبارة "لا يفهم قدر الحرية إلا المدركون دائمًا أهميتها" هي عبارة صحيحة إلى حد كبير. فالحرية هي قيمة أساسية للإنسان، وهي ضرورية للعيش الكريم. وكلما زاد إدراكنا لأهميتها، زاد تقديرنا لها، وزاد استعدادنا للدفاع عنها.