اطروحة نص وضعية الأنا في العالم لـ موريس ميرلوبونتي هي أن الأنا لا توجد في عزلة عن العالم، بل هي متصلة به اتصالاً وثيقاً. فالأنا هي التي تدرك العالم، وهي التي تعطي له معنى. وبدون الأنا، لا وجود للعالم.
يرفض ميرلوبونتي الرؤية التقليدية للعلاقة بين الأنا والعالم، والتي ترى أن الأنا هي التي تخلق العالم. فبالنسبة له، فإن العالم موجود بغض النظر عن الأنا. الأنا هي التي تدرك العالم، لكنها لا تخلقه.
يوضح ميرلوبونتي هذه الفكرة من خلال تحليله لتجربة الجسد. فالجسد هو جسر بين الأنا والعالم. فهو الذي يربط الأنا بالأشياء الموجودة في العالم. فالأنا تدرك العالم من خلال جسدها.
يقول ميرلوبونتي: "إن الأنا هي التي تدرك العالم، لكنها لا تخلقه. فالأنا هي التي تعطي للعالم معنى، لكنها لا تخلق هذا المعنى من العدم. فالمعنى موجود في العالم، لكن الأنا هي التي تكشف عنه."
وبناءً على هذه الأطروحة، فإن الأنا ليست جوهراً مستقلاً عن العالم، بل هي جزء من العالم. فالأنا هي التي تخلق العالم، وهي التي تعطي له معنى.
فيما يلي بعض الأمثلة التي توضح هذه الأطروحة:
- عندما نرى شجرة، فإننا لا نرى مجرد مجموعة من العناصر المادية، بل نرى شجرة ذات معنى. هذا المعنى هو الذي تضيفه الأنا إلى الشجرة.
- عندما نسمع صوتاً، فإننا لا نسمع مجرد موجات صوتية، بل نسمع كلمة أو جملة ذات معنى. هذا المعنى هو الذي تضيفه الأنا إلى الصوت.
- عندما نلمس شيئاً، فإننا لا نشعر فقط بملمسه، بل نشعر أيضاً بدلالته. هذه الدلالة هي التي تضيفه الأنا إلى الشيء.
وهكذا، فإن كل تجربة للعالم هي تجربة ذاتية. فالأنا هي التي تعطي العالم معنى.