الإجابة المختصرة هي نعم، ينصر الله المخلصين. وقد ورد هذا المعنى في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، منها:
- قوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].
- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122].
- قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251].
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" (صحيح الترغيب والترهيب).
ومعنى الإخلاص في هذا السياق هو أن يكون العمل خالصًا لله تعالى، لا يقصد به الرياء أو السمعة أو غير ذلك من الأغراض الدنيوية.
وبناءً على هذه الأدلة، يمكن القول أن نصر الله للمخلصين هو نصر حقيقي ومطلق، يشمل النصر في الدنيا والآخرة. فالمخلصون ينصرهم الله في الدنيا بالهداية والتوفيق، وحفظهم من الفتن والشرور، ونصرهم على أعدائهم. وينصرهم في الآخرة بالجنة والنعيم المقيم.
ولكن هذا النصر لا يتحقق إلا إذا كان المخلصون أهلًا له، وذلك بأن يكونوا على علم بدينهم، ويعملون به، ويصبرون على ما يصيبهم من ابتلاءات.