قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمة الأمن على نعم الأخرى، لعدة أسباب منها:
- الأمن أساس كل نعمة. فبدون الأمن لا يمكن للإنسان أن يتمتع بأي نعمة أخرى، سواء كانت نعمة الإيمان أو العلم أو المال أو الصحة أو الزواج أو الأولاد أو غير ذلك. فالإنسان الذي يعيش في ظل الخوف والرعب لا يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي، ولا يستطيع أن يفكر أو يعمل أو يبدع.
- الأمن شرط أساسي لاستقرار المجتمع. فعندما يكون المجتمع آمنًا، فإن الناس تعيش في وئام وسلام، ويتعاونون فيما بينهم، ويزدهر المجتمع ويتقدم. أما عندما يكون المجتمع غير آمن، فإن الناس يعيشون في حالة من القلق والاضطراب، وينتشر الفساد والفوضى، ويتراجع المجتمع ويضعف.
- الأمن واجب شرعي. فقد أمر الله تعالى عباده بإقامة الأمن والأمان في الأرض، فقال تعالى: {وَلْتَكُن مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذافِيرِهَا" (رواه الترمذي).
وبناءً على هذه الأسباب، فإن نعمة الأمن هي نعمة عظيمة، ويجب على كل إنسان أن يشكر الله عليها، وأن يسعى إلى تحقيقها في مجتمعه.