نعم، أُعاب كلمة "العلماء" في جملة "إنما يخشى الله من عباده العلماء" من قبل بعض المفسرين، وذلك لعدة أسباب، منها:
- أن كلمة "العلماء" قد تُفهم على أنها حصر، أي أن العلماء هم فقط من يخشون الله، وهذا غير صحيح، فالخشية لله تعالى واجبة على جميع العباد، سواء كانوا علماء أم غير علماء.
- أن كلمة "العلماء" قد تُفهم على أنها تفضيل، أي أن العلماء أفضل من غير العلماء في الخشية لله تعالى، وهذا أيضًا غير صحيح، فالخشية لله تعالى لا ترتبط بدرجة العلم، بل ترتبط بصدق الإيمان وقوة التقوى.
وبناءً على هذه الأسباب، فقد ذهب بعض المفسرين إلى تأويل كلمة "العلماء" في هذه الآية، ففسرواها على أنها "الصالحون" أو "المؤمنون" أو "المتقون"، وذلك لتفادي الحصر والتفضيل.
ولكن، هناك فريق آخر من المفسرين ذهب إلى أن كلمة "العلماء" في هذه الآية مراد بها العلماء بالفعل، وأن الآية تشير إلى أن العلم هو من أسباب الخشية لله تعالى، فكلما ازداد العلم عند الإنسان ازداد خشيته لله تعالى، وذلك لأن العلم يُعرف الإنسان بالله تعالى وعظمته وقدرته، ويُعلمه صفاته الحسنى وأسمائه العلى، وهذا كله من شأنه أن يُوقظ في قلب الإنسان خشية الله تعالى.
وبناءً على هذا التفسير، فإن الآية تُعدّ حثًا للناس على طلب العلم، لأن العلم هو من أسباب الخشية لله تعالى، والخشية لله تعالى هي من أعظم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان.