الجواب:
الجواب على هذا السؤال هو أن الغني لم يبطرها لأنه كان مؤمنًا بالله تعالى، وعرف أن هذه النعمة هي من فضله سبحانه، وأنها ليست من كسبه أو ذكائه أو جهده. كما أنه كان يعرف أن هذه النعمة هي أمانة في عنقه، وعليه أن يشكر الله عليها ويستغلها في طاعة الله ونفع عباده.
ولذلك، فقد كان الغني دائمًا متذكرًا لله تعالى، شاكرًا له على نعمه، متواضعًا أمامه، لا يتعالى ولا يتكبر. وقد كان يستغل ماله في الخير والصدقات، ويبتغي بذلك وجه الله تعالى.
وقد ورد في القرآن الكريم آيات عديدة تحث على عدم التبطر على النعم، منها قوله تعالى:
- {وَلَا تُمْنُوا عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُمْنِينَ} (النساء: 38).
- {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} (الإسراء: 37).
- {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرْفَاتِ آمِنُونَ} (سبأ: 37).
ولذلك، فإن الغني الذي لم يبطرها هو الغني الذي عرف قدر نعمة الله عليه، وشكر الله عليها، ولم يتكبر بها، بل استغلها في طاعة الله ونفع عباده.