شهدت بلاد الرافدين حدتين بارزين هما:
الحد الأول: تأسيس الإمبراطورية الآشورية الحديثة في القرن الثامن قبل الميلاد، والتي كانت أقوى إمبراطورية في العالم القديم. وقد امتدت هذه الإمبراطورية من مصر إلى إيران، وحققت إنجازات حضارية وعسكرية هائلة.
الحد الثاني: سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة في القرن السابع قبل الميلاد، والذي كان نتيجة للتحالف بين الميديين والبابليين ضد الآشوريين. وقد أدى هذا الحدث إلى نهاية العصر البرونزي في بلاد الرافدين، وبداية العصر الحديدي.
وقد كان لهذه الحدتين تأثير عميق على تاريخ بلاد الرافدين والمنطقة المحيطة بها. ففي العهد الآشوري الحديث، أصبحت بلاد الرافدين قوة عالمية رائدة، وساهمت في انتشار الحضارة والثقافة في جميع أنحاء المنطقة. أما في العهد بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية، فقد شهدت بلاد الرافدين فترة من الاضطرابات والتغيرات، والتي مهدت الطريق لظهور الحضارات الجديدة في المنطقة.
وفيما يلي بعض التفاصيل عن كل حدى:
الحد الأول: تأسيس الإمبراطورية الآشورية الحديثة
تعود جذور الإمبراطورية الآشورية الحديثة إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، عندما بدأ الآشوريون في التوسع خارج بلاد الرافدين. وقد استمر هذا التوسع في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد، حتى أصبحت الآشوريون قوة إقليمية كبرى.
وفي القرن الثامن قبل الميلاد، بدأ الملك الآشوري تغلث فلاسر الثالث (745-727 قبل الميلاد) في توسيع الإمبراطورية الآشورية بشكل كبير. وقد حقق تغلث فلاسر انتصارات عسكرية مهمة على العديد من الأعداء، بما في ذلك مصر ومملكة إسرائيل. وقد أدى هذا إلى توسيع الإمبراطورية الآشورية إلى أكبر حجم لها في التاريخ.
وقد استمرت الإمبراطورية الآشورية الحديثة في التوسع والازدهار في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد. وقد حقق الآشوريون إنجازات حضارية وعسكرية هائلة في هذه الفترة، بما في ذلك:
- بناء العديد من المدن والحصون
- تطوير أساليب جديدة في الحرب
- إنشاء نظام إداري فعال
- تعزيز التجارة
ولكن في القرن السابع قبل الميلاد، بدأ الإمبراطورية الآشورية في التراجع. وقد ساهم في ذلك عدد من العوامل، بما في ذلك:
- تمرد العديد من المدن الآشورية ضد السلطة المركزية
- تحالف الميديين والبابليين ضد الآشوريين
وقد أسفرت هذه العوامل عن سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة في عام 612 قبل الميلاد.
الحد الثاني: سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة
كان سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة حدثًا مهمًا في تاريخ بلاد الرافدين والمنطقة المحيطة بها. فقد أدى هذا الحدث إلى نهاية العصر البرونزي في بلاد الرافدين، وبداية العصر الحديدي.
وقد كان سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة أيضًا بداية فترة من الاضطرابات والتغيرات في بلاد الرافدين. فقد سيطر الميديون والبابليون على المنطقة، وبدأت الحضارات الجديدة في الظهور.
وفيما يلي بعض التفاصيل عن سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة:
- في عام 614 قبل الميلاد، تحالف الميديون والبابليين ضد الآشوريين، وهاجموا العاصمة الآشورية نينوى.
- تمكن الميديون والبابليين من الاستيلاء على نينوى في عام 612 قبل الميلاد، مما أدى إلى سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة.
- بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة، سيطر الميديون والبابليون على بلاد الرافدين.
- بدأت الحضارات الجديدة في الظهور في بلاد الرافدين، بما في ذلك الحضارة البابلية الحديثة.