يستخدم ديكارت في نصه "التأملات الأولى في الفلسفة الأولى" مجموعة من الأساليب الحجاجية لإثبات وجود الذات المفكرة. ومن أهم هذه الأساليب ما يلي:
- البرهان الاستقرائي: ينطلق ديكارت من الشك في كل ما يمكن الشك فيه، بما في ذلك وجود العالم الخارجي وجسده، ثم ينتهي إلى وجود الذات المفكرة من خلال الاستقراء. فعندما يشك في كل شيء، فإنه يجد نفسه مضطرًا للاعتراف بأنه موجود، لأنه لا يمكن أن يشك في نفسه إلا إذا كان موجودًا.
- البرهان الصوري: يعتمد ديكارت في هذا البرهان على مفهوم البديهة. فالبديهة هي ما لا يمكن الشك فيه، وديكارت يعتبر وجود الذات المفكرة بديهيًا. فعندما يفكر في نفسه، فإنه يجد نفسه موجودًا، ولا يمكنه الشك في هذا الوجود.
- برهان التناقض: ينطلق ديكارت في هذا البرهان من مفهوم التناقض. فالتناقض هو أن يكون الشيء هو نفسه وغير نفسه في نفس الوقت. وديكارت يعتبر أن وجود الذات المفكرة لا يقبل التناقض. فعندما يشك في وجود الذات المفكرة، فإنه يجد نفسه مضطرًا للاعتراف بأنها موجودة، لأن وجودها لا يقبل التناقض.
بالإضافة إلى هذه الأساليب الحجاجية، يستخدم ديكارت أيضًا مجموعة من التقنيات اللغوية لإقناع القارئ بصحة نظريته. ومن أهم هذه التقنيات ما يلي:
- استخدام اللغة الاستفهامية: يستخدم ديكارت الأسئلة الاستفهامية لإثارة الشك في ذهن القارئ، ثم يجيب على هذه الأسئلة لاحقًا لإثبات وجود الذات المفكرة.
- استخدام اللغة التقريرية: يستخدم ديكارت اللغة التقريرية لإعطاء انطباعًا بالقطع والحسم في أفكاره.
- استخدام اللغة المشخصة: يستخدم ديكارت اللغة المشخصة للإشارة إلى الذات المفكرة، مما يجعلها أكثر واقعية في ذهن القارئ.
ومن خلال استخدام هذه الأساليب الحجاجية والتقنيات اللغوية، استطاع ديكارت إقناع الكثير من الفلاسفة بصحة نظريته عن وجود الذات المفكرة.