بنية المعلقة
تتكون المعلقة من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:
- الصدر: وهو الجزء الأول من القصيدة، ويكون فيه عرض الغرض من القصيدة، ويكون عادةً عبارة عن وصف الطبيعة أو الفخر بالنسب أو البكاء على الأطلال.
- العجز: وهو الجزء الثاني من القصيدة، ويكون فيه الامتداد للموضوع المطروح في الصدر، ويكون عادةً عبارة عن وصف الرحلة أو الرثاء أو الوصف العاطفي.
- الذيل: وهو الجزء الثالث من القصيدة، ويكون فيه الخاتمة، ويكون عادةً عبارة عن طلب الدعاء أو البكاء على النفس.
مضاهر الترابط اللغوية والمعنوي
تتميز المعلقة بوجود العديد من مضاهر الترابط اللغوية والمعنوي، والتي تساهم في تماسكها وانسجامها، ومن أهم هذه مضاهر الترابط:
- التكرار: وهو تكرار لفظ أو عبارة أو صورة في القصيدة، مما يساهم في ربط أجزائها المختلفة.
- الاستطراد: وهو خروج عن موضوع القصيدة إلى موضوع آخر، ثم العودة إلى الموضوع الأصلي، مما يساهم في إثراء القصيدة وتوليد مزيد من الأفكار فيها.
- التصوير الفني: وهو استخدام الصور الشعرية والبلاغية لوصف المعاني والأفكار، مما يساهم في إبراز جمال القصيدة وتأثيرها في القارئ.
أمثلة على مضاهر الترابط اللغوية والمعنوي في المعلقة
- التكرار: في المعلقة الشهيرة للشاعر امرؤ القيس، يقول:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِي
وَأَهْلِي مِنْ بَعْدِكِ فَاصْبِحِي
وَلاَ تَحْسَبِي الْبُعْدَ يُدَنِّي
**وَلاَ تَحْسَبِي الْقُرْبَ يُبَعِّدِي
في هذا البيت، نجد تكرار لفظ "صَبَحِي" مرتين، مما يساهم في ربط البيتين الأول والثاني.
- الاستطراد: في المعلقة الشهيرة للشاعر عنترة بن شداد، يقول:
عَلَيَّ وَطَلَلَ بَنِي عَمِّي
حَفِيفٌ بِهِ النَّوْحُ يَتَرَنَّحُ
وَقَدْ عَلِمَتْ بَنُو عَمِّي أَنَّنِي
**أَشْجَعُ مَنْ تَحْتَ ظِلِّ الْخَيْلِ يَرْتَعُ
في هذا البيت، نجد استطرادًا عن وصف الأطلال إلى وصف الشجاعة، مما يساهم في إثراء القصيدة وتوليد مزيد من الأفكار فيها.
- التصوير الفني: في المعلقة الشهيرة للشاعر المتنبي، يقول:
وَلَمْ تَكُنْ تُمْسِيَ لِيَ حَيَاةً
إِلَّا بِمَا مَنَّتْ عَلَيَّ بِكِ
فَأَنْتِ الَّذِي أَنْقَذْتِنِي
**مِنْ ذَلِكَ الْهَوَى الَّذِي كَانَ يَسُومُنِي
في هذا البيت، نجد تصويرًا فنيًا للحب، حيث يشبه الشاعر الحب بوحشٍ يحاول أن يصطاده، ولكنّ محبوبته هي التي أنقذته منه.
خاتمة
تتميز المعلقة ببنية متماسكة وانسجامية، وذلك بفضل وجود العديد من مضاهر الترابط اللغوية والمعنوي فيها.