الآية القرآنية "ولا تتخذ من لا أصحاب" هي من سورة الكهف، آية 28. وتعني: "ولا تجعل من غير المؤمنين أصدقاءً لك."
والمعنى العام لهذه الآية هو أن الإنسان يجب أن يختار أصدقاءه بعناية، وأن يحرص على أن يكونوا من المؤمنين الصالحين الذين يرشدونه إلى طريق الحق.
وهناك عدة أسباب لأهمية اختيار الأصدقاء الصالحين، منها:
- أن الأصدقاء يؤثرون على بعضهم البعض، فإذا كان الإنسان مصاحبًا لأشخاص سيئين، فمن المرجح أن ينجرف إلى طريق الشر.
- أن الأصدقاء هم من يشكلون دائرة المعارف الاجتماعية للإنسان، فإذا كان الإنسان مصاحبًا لأشخاص صالحين، فمن المرجح أن يتعرف على أشخاص آخرين صالحين.
- أن الأصدقاء هم من يقدمون الدعم المعنوي للإنسان، فإذا كان الإنسان مصاحبًا لأشخاص يؤمنون به ويدعمونه، فمن المرجح أن يكون أكثر نجاحًا في حياته.
وبناءً على ما سبق، فإن الإنسان يجب أن يحرص على اختيار الأصدقاء الصالحين الذين يرشدونه إلى طريق الحق، ويؤثرون عليه بالإيجاب.
وبالنسبة لسؤالك "ولا تتخذ من لا أصحاب؟" فهذا سؤال ذو معنى عميق، ويشير إلى أهمية الأصدقاء في حياة الإنسان. فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، ويحتاج إلى أصدقاء ليشكلوا معه شبكة اجتماعية تدعم وجوده وتساعده على مواجهة تحديات الحياة.
ولكن هناك فرق بين أن يكون الإنسان مصاحبًا لأشخاص، وبين أن يكون لديه أصدقاء حقيقيون. فالأصدقاء الحقيقيون هم من يهتمون به حقًا، ويدعمونه في السراء والضراء، ويقدمون له النصيحة الصادقة.
وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يجد أصدقاء حقيقيين، فهذا لا يعني أنه يجب أن يعيش حياة منعزلة. بل يمكنه أن يجد الرضا في علاقته مع الله، ويكون له رفقاء في الله، يتواصل معهم ويتبادل معهم الأفكار والمشاعر.
ولكن في النهاية، فإن الإنسان هو المسؤول عن اختيار أصدقائه، وعلية أن يحرص على اختيار الأصدقاء الصالحين الذين يؤثرون عليه بالإيجاب.