حكم الشرع على فعل التفلسف في النص هو الجواز، بل والوجوب إذا كان الهدف منه الوصول إلى معرفة الله تعالى وموجوداته. وذلك لأن التفلسف هو النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع، وهذا هو ما دعا إليه الشرع في العديد من الآيات والأحاديث.
فمن الآيات التي تدعو إلى التفكر والتدبر في الموجودات قوله تعالى:
"فاعتبروا يا أولي الأبصار" (الحشر: 2)
"أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء" (الأعراف: 185)
"أفلم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء" (الأعراف: 185)
وأما الأحاديث التي تدعو إلى ذلك، فمنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة" (رواه الترمذي)
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"إذا نظر أحدكم إلى جبل أو شجر، فليتذكر الله" (رواه ابن ماجه)
وبناءً على ذلك، فإن فعل التفلسف الذي يهدف إلى الوصول إلى معرفة الله تعالى وموجوداته هو عمل مشروع، بل ومرغوب فيه من الناحية الشرعية.
أما إذا كان الهدف من التفلسف هو معارضة الشرع أو التوصل إلى نتائج تخالفه، فهذا هو التفلسف الممنوع، بل والشركي.
وقد أوضح ابن رشد ذلك في قوله:
"إن الفلسفة التي تقوم على النظر البرهاني لا تتعارض نتائجها مع المعرفة الواردة في الشريعة الإسلامية لأن شريعتنا هذه الإلهية حق وما نصل إليه من معرفة بطريق النظر البرهاني حق و الحق -كما يقول- ” لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له".
وبناءً على ذلك، فإن حكم الشرع على فعل التفلسف في النص هو الجواز، بل والوجوب إذا كان الهدف منه الوصول إلى معرفة الله تعالى وموجوداته.