لقد فهم العلماء وضيفة العقل على وجهين رئيسيين:
الوجه الأول: هو أن العقل هو أداة لمعرفة الله تعالى، ومعرفة أحكامه الشرعية. وقد أوضح ذلك الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" فقال: "العقل هو أداة لمعرفة الله تعالى، ومعرفة أحكامه الشرعية، ومعرفة مصالح العباد في دنياهم وآخرتهم، ومعرفة أخلاقهم وطبائعهم، ومعرفة ما يصلحهم وما يفسدهم، وما ينفعهم وما يضرهم".
الوجه الثاني: هو أن العقل هو أداة للتمييز بين الحق والباطل، والخير والشر، والعدل والظلم. وقد أوضح ذلك الإمام ابن تيمية في كتابه "الرد على المنطقيين" فقال: "العقل هو أداة التمييز بين الحق والباطل، والخير والشر، والعدل والظلم، ومعرفة ما يصلح الإنسان وما يفسده، وما ينفعه وما يضره".
وبناءً على هذين الوجهين، يمكن القول أن وظيفة العقل هي:
- معرفة الله تعالى، ومعرفة أحكامه الشرعية.
- التمييز بين الحق والباطل، والخير والشر، والعدل والظلم.
وهذه الوظيفة هي من أهم الوظائف التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان، فهي التي تجعله قادرًا على العيش في هذه الدنيا وفقًا لشرع الله تعالى، وتجعله قادرًا على التميز بين ما يصلح له وما يفسده.
وقد حرص العلماء على تنمية العقل وتطويره، وذلك من خلال تعليمه العلوم الشرعية والعقلية، والتدريب على التفكير السليم، والاستفادة من تجارب الآخرين.
ولقد ظهرت العديد من المدارس الفكرية التي اهتمت بتنمية العقل وتطويره، ومن أشهر هذه المدارس المدرسة العقلية، التي نشأت في العصر العباسي، وكان من أبرز روادها الإمام الغزالي، وأبو حامد محمد بن محمد بن رشد.
ولقد ساهمت هذه المدارس الفكرية في إثراء الفكر الإسلامي، وتطوير العلوم الشرعية والعقلية، وتنمية العقل وتطويره.