قال حافظ يوما (مداعبا) شرقي اعراب مداعبا:
شرقيٌّ عرَبيٌّ فصيحُ اللسان يُغني ويهجو ويكتب القصائد يَفْتَخِرُ بِجَدِّهِ إِبْرَاهِيم وَيَمْدَحُ خَالَهُ إِسْمَاعِيل
يَرْفَعُ شَعَارَ الْعَرَبِيَّةِ وَيَقُولُ: أَنَا مِنْ بَنِي عَمْرِو وَلَكِنْ يَتَرَدَّدُ فِي لِسَانِهِ وَيَقُولُ: أَنَا مِنْ بَنِي عَمْرِو
يَنْتَقِي مِنْ كُلِّ لِسَانٍ وَيَجْعَلُهُ لِسَانَهُ يَتَكَلَّمُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَيَتَكَلَّمُ بِالْإِنْجِلِيزِيَّةِ
يَتَكَلَّمُ بِالْفَرَنْسِيَّةِ وَيَتَكَلَّمُ بِالْأَلْمَانِيَّةِ يَتَكَلَّمُ بِالْإِسْبَانِيَّةِ وَيَتَكَلَّمُ بِالْقُطْرِيَّةِ
يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ لِسَانٍ وَلَكِنْ لَا يَفْهَمُ أَحَدٌ مَا يَقُولُ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ مَشْتَبِهٍ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ مُلَبَّسٍ
هَذَا هُوَ الشَّرْقِيُّ الْعَرَبِيُّ الْفَصِيحُ الْلِسَانِ الْمُتَفَاخِرُ بِجَدِّهِ إِبْرَاهِيم وَالْمُمَدِحُ لِخَالِهِ إِسْمَاعِيل
هَذَا هُوَ الشَّرْقِيُّ الْعَرَبِيُّ الْمُتَرَدِّدُ فِي لِسَانِهِ الْمُتَكَلِّمُ بِكُلِّ لِسَانٍ وَالْمُتَكَلِّمُ بِلِسَانٍ مَشْتَبِهٍ
هَذَا هُوَ الشَّرْقِيُّ الْعَرَبِيُّ الْمُتَحَيِّرُ فِي حَيَاتِهِ الْمُتَضَايِقُ مِنْ حَالِهِ الْمُتَحَسِّرُ عَلَى نَفْسِهِ