الجواب على هذا السؤال يعتمد على المعنى المقصود من كلمة "ممنوح". إذا كان المقصود منها أن الفقير ينال الصدقة من غير جهد أو عناء منه، فالإجابة هي نعم. فالفقير غالبًا ما يكون في حاجة إلى الصدقة، ولا يستطيع كسب رزقه بنفسه. لذلك، فإن الصدقة التي يحصل عليها تعتبر منحة من الله تعالى، أو من المتصدقين.
أما إذا كان المقصود من كلمة "ممنوح" أن الفقير يستحق الصدقة، فالإجابة هي أيضًا نعم. فالفقير هو من لا يملك ما يكفيه من المال أو الطعام أو المأوى. لذلك، فإن الصدقة تعتبر واجبًا على المسلمين، ووسيلة لمساعدة الفقراء ورفع المعاناة عنهم.
وبناءً على ذلك، يمكن القول أن الفقير ممنوح صدقه من وجهين:
- من جهة، فإن الفقير ينال الصدقة من غير جهد أو عناء منه.
- ومن جهة أخرى، فإن الفقير يستحق الصدقة، لأنها وسيلة لرفع المعاناة عنه.
وفيما يلي بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على أن الفقير ممنوح صدقه:
-
قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 60).
-
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا، ولا تقطعوا، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول". رواه البخاري ومسلم.
وبناءً على هذه الأدلة، فإن من حق الفقير أن يحصل على الصدقة، وأنها تعتبر منحة من الله تعالى له.