عمر بن أبي ربيعة هو شاعر قرشي مخزومي، ولد في مكة في الليلة التي توفي فيها عمر بن الخطاب سنة 23 هـ، وتوفي فيها أيضا سنة 93 هـ. كان من أشهر شعراء الغزل في الدولة الأموية، وتميز بالإبداع والتجديد في فنه. نشأ في حضن أمه المجد، التي كانت سبية من حضرموت، وورث عن أبيه ثروة كبيرة جعلته يعيش حياة الرفاهية والترف. تزوج من كلثم بنت سعد المخزومية، ثم من زينب بنت موسى الجمحية، وأنجب منهما ثلاثة أولاد: حفص، بشر وخطاب.
كان عمر بن أبي ربيعة يحب السفر والغزل، وكان يستغل موسم الحج ليلقى الحاجات من الشام والعراق والطائف، ويرافقهن ويرود عليهن قصائده المغزولة. كان يصور نفسه معشوقا لا عاشقا، وكان يبرز شخصية المرأة في شعره، ويرسم لها صورة جذابة تحكى عن حساسية قلبها وروحانية فؤادها. استخدم في شعره أساليب جديدة كالسرد القصصي والحوار المؤثر، وابتكر أوزانًا خفيفة تصلح للغناء. اشتُهِرَ شِعْروُ بِالْجَذَّابِّاتُ التَّصْوِيرُ التَّفْصِيلُ التَّأْثِيرُ.
كان على صلة بالخلافة الأموية، فكان يفد إلى عبد الملك بن مروان وابنه سليمان، فكان يكافئه بهداية غالية.