المقطع الأول من نص "كن بلسما" لـ إيليا أبو ماضي
كن بلسما إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صـــــار غيرك علقما
أحسن وإن لــــــــم تجز حتى بالثنا
أي الجزاء الغيث يبغـــــــي إن همى؟
من ذا يكافئ زهرة فواحـــــــة ؟
أو مـــــــن يثيب البلبل المترنما؟
عد الكرام المحسنين وقســــــــهم
بهما تجد هذين منــــــــهم أكرما
يا صاح خذ علم المحبـــــة عنهما
إني وجدت الحب علمـــــــا قيما
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا
وابغض فيمسى الكون سجنا مظلما
لا تطلبن محبة مـــــــن جاهل
المرء ليس يحـــــــــــب حتى يفهما
التحليل
القصيدة من بحر الكامل، وهو بحر قديم يمتاز بموسيقاه الهادئة وسهولة نظمه.
المقطع الأول من القصيدة يدعو إلى التفاؤل والحب والعطاء.
في البيت الأول، يدعو الشاعر إلى أن يكون الإنسان بلسماً في وجه الشدائد، أي أن يكون مصدرًا للخير والسعادة والراحة.
وفي البيت الثاني، يدعو الشاعر إلى أن يكون الإنسان حلاوة في وجه المرارة، أي أن يكون مصدرًا للفرح والبهجة في وجه الحزن والألم.
وفي البيت الثالث، يؤكد الشاعر على أهمية العطاء حتى وإن لم يقابل بالمكافأة، مشبهًا العطاء بالغيث الذي يسقي الأرض حتى وإن لم يكن أحد ينتظر جزاءه.
وفي البيتين الرابع والخامس، يضرب الشاعر أمثلة على العطاء والحب، فيشبه الزهرة بالإنسان الذي ينشر العطر والجمال، والبلبل بالإنسان الذي ينشر الفرح والموسيقى.
وفي البيت السادس، يدعو الشاعر إلى الاقتداء بالكرام المحسنين، مبينًا أنهما أكثر الناس كرماً.
وفي البيت السابع، يدعو الشاعر إلى أن يكون الحب العلم الأسمى في الحياة، مبينًا أن الحب هو ما يجعل الإنسان سعيدًا ومميزًا عن غيره.
وفي البيتين الثامن والتاسع، يؤكد الشاعر على أهمية الحب، مبينًا أن الحب يجعل الحياة أجمل، وأن من لا يحب فهو جاهل.
أما عن أدوات الربط التي استخدمها الشاعر في المقطع الأول، فهي:
- الفاء في البيت الأول، للربط بين جملة "كن بلسما" وجملة "إن صار دهرك أرقما".
- الواو في البيت الثاني، للربط بين جملة "وحلاوة" وجملة "إن صار غيرك علقما".
- الفاء في البيت الثالث، للربط بين جملة "أحسن" وجملة "أي الجزاء الغيث يبغي إن همى".
- الواو في البيت الرابع، للربط بين جملة "من ذا يكافئ" وجملة "أو من يثيب".
- الفاء في البيت الخامس، للربط بين جملة "عد الكرام المحسنين" وجملة "بهما تجد هذين منهما أكرما".
- الواو في البيت السابع، للربط بين جملة "يا صاح" وجملة "خذ علم المحبة عنهما".
- الفاء في البيت الثامن، للربط بين جملة "أحبب" وجملة "فيغدو الكوخ قصرا نيرا".
- الواو في البيت التاسع، للربط بين جملة "وابغض" وجملة "فيمسى الكون سجنا مظلما".
وهذه الأدوات تساهم في ربط الأفكار في المقطع، وتجعله أكثر تماسكًا وسلاسة.
