الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، لأن الفلسفة عبر العصور تتسم بالتداخل والتقاطع، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت متواصلة الحلقات أم متقطعة.
من ناحية، يمكن القول أن الفلسفة متواصلة الحلقات، وذلك لأن الأسئلة الفلسفية الأساسية تظل متشابهة إلى حد ما على مر العصور. على سبيل المثال، تسعى الفلسفة منذ القدم إلى الإجابة على أسئلة مثل: ما هو الوجود؟ ما هو الإنسان؟ ما هو دور العقل في المعرفة؟
وقد طرح الفلاسفة القدماء مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو أسئلة مماثلة لتلك التي يطرحها الفلاسفة المعاصرون. على سبيل المثال، ناقش سقراط مفهوم الحقيقة والخير، بينما ناقش أفلاطون مفهوم المثل، وناقش أرسطو مفهوم العقل والعلم.
وعلى الرغم من اختلاف الفلسفة عبر العصور في بعض الجوانب، إلا أنها تظل مرتبطة بالأسئلة الفلسفية الأساسية التي طرحها الفلاسفة القدماء.
من ناحية أخرى، يمكن القول أن الفلسفة متقطعة الحلقات، وذلك لأن الفلاسفة عبر العصور قد قدموا إجابات مختلفة على الأسئلة الفلسفية الأساسية. على سبيل المثال، قدم سقراط تعريفاً للخير على أنه معرفة الخير، بينما قدم أفلاطون تعريفاً للخير على أنه المثل الأعلى للخير، بينما قدم أرسطو تعريفاً للخير على أنه السعادة.
وقد أدت هذه الاختلافات في الإجابات إلى ظهور مدارس فلسفية مختلفة عبر العصور. على سبيل المثال، أدت أفكار سقراط إلى ظهور الفلسفة الرواقية، بينما أدت أفكار أفلاطون إلى ظهور الفلسفة الأفلاطونية، بينما أدت أفكار أرسطو إلى ظهور الفلسفة الأرسطية.
وعلى الرغم من وجود بعض أوجه التشابه بين المدارس الفلسفية المختلفة، إلا أنها تختلف في بعض الجوانب الأساسية.
وعليه، يمكن القول أن الفلسفة عبر العصور تتسم بالاستمرارية والاختلاف في آن واحد. فالأسئلة الفلسفية الأساسية تظل متشابهة إلى حد ما، ولكن الإجابات على هذه الأسئلة تختلف من فيلسوف إلى آخر.
وبناءً على ذلك، يمكن القول أن الفلسفة عبر العصور هي مزيج من الاستمرارية والاختلاف. فهي مستمرة في طرح الأسئلة الفلسفية الأساسية، ولكنها متقطعة في الإجابات التي تقدمها على هذه الأسئلة.
