الجواب:
مشي الطاووس يوماً باعوجاجٍ، أي مشى بطريقة غير مستقيمة، وكان ذلك بسبب مرضٍ أصابه في قدمه. وقد لاحظ أبناؤه ذلك، فقلدوا مشيته، فسألهم الطاووس: "علام تختالون؟" أي علامَ تتبخترون بهذه الطريقة؟
فأجابوا: "بدأتَ به ونحنُ مقلَدوهُ" أي أنك أنت من بدأت بهذه الطريقة، ونحن نتبعك في كل شيء، فنحن مقلدون لك.
فأجابهم الطاووس: "فخالف سيركَ المعوجَّ واعدلْ" أي اترك هذه الطريقة المشوهة، وامشِ بطريقة مستقيمة. "فإنا إن عدلتَ معدلوه" أي إن عدلتَ مشيتك، فإننا سنعدل مشيتنا تبعاً لك.
ثم قال الطاووس: "أما تدري أبانا كلُّ فرعٍ يجاري بالخُطى من أدبوه؟" أي ألا تعلم أن الأبناء يتبعون آباءهم في كل شيء، فكل فرعٍ من شجرةٍ يسير على خطى الفرع الذي سبقه.
وأخيراً، قال الطاووس: "وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا على ما كان عوده أبوه" أي أن الأبناء ينشأون على ما كان آباؤهم يفعلونه، فكل من ينشأ في بيئةٍ معينةٍ، فإنه يأخذ منها عاداتٍ وطباعٍ معينةً.
التوضيح:
هذه القصة تُعَدُّ من نوادر الأصمعي، وهي تُروى للتدليل على أهمية القدوة الحسنة في حياة الإنسان. فالأبناء يقلدون آباءهم في كل شيء، سواءً كان ذلك في الخير أم في الشر. لذلك، يجب على الآباء أن يكونوا قدوةً حسنةً لأبنائهم في جميع تصرفاتهم.
وهذه القصة تُعَدُّ أيضاً تحذيراً للآباء من أن يكونوا قدوةً سيئةً لأبنائهم، فذلك سيؤدي إلى انحرافهم عن الطريق الصحيح.