في مستهل قصيدته، قد يخاطب الشاعر نفسه، أو حبيبه، أو صديقه، أو الطبيعة، أو الله، أو أي شيء آخر يوحي به موضوع القصيدة.
ففي بعض الأحيان، يخاطب الشاعر نفسه ليعبر عن مشاعره أو أفكاره، أو ليدعو نفسه إلى الانتباه إلى شيء ما. مثال على ذلك، قول الشاعر امرؤ القيس في مستهل معلقته:
قفا نبكي من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
ففي هذا البيت، يخاطب امرؤ القيس نفسه، ويدعوه إلى الوقوف للبكاء على ذكرى حبيبه ووطنه.
وفي بعض الأحيان، يخاطب الشاعر حبيبه أو صديقه ليعبر عن حبه أو مشاعره نحوه. مثال على ذلك، قول الشاعر أبو فراس الحمداني في مستهل قصيدته "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر":
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
ففي هذا البيت، يخاطب أبو فراس الحمداني حبيبته، ويعبر لها عن حبه وصبرها.
وفي بعض الأحيان، يخاطب الشاعر الطبيعة ليعبر عن إعجابه بها أو لوصف جمالها. مثال على ذلك، قول الشاعر أحمد شوقي في مستهل قصيدته "على الأطلال":
على الأطلال دمعي هطل مدراراً
ففي هذا البيت، يخاطب أحمد شوقي الأطلال، ويعبر لها عن حزنه على ما حل بها.
وفي بعض الأحيان، يخاطب الشاعر الله ليعبر عن إيمانه به أو ليدعوه إلى العون. مثال على ذلك، قول الشاعر ابن الفارض في مستهل قصيدته "يا من علا فوق العرش":
يا من علا فوق العرش شموخاً
ففي هذا البيت، يخاطب ابن الفارض الله، ويعبر له عن إيمانه به.
وأخيراً، قد يخاطب الشاعر أي شيء آخر يوحي به موضوع القصيدة. مثال على ذلك، قول الشاعر محمد الغزي في مستهل قصيدته "إني أوحشني سيري منفرداً":
إني أوحشني سيري منفرداً
ففي هذا البيت، يخاطب محمد الغزي ماء السماء، ويعبر له عن شعوره بالوحدة.
وعليه، فإن الإجابة على سؤال "من يخاطب الشاعر في مستهل قصيدته؟" تختلف باختلاف موضوع القصيدة وأسلوب الشاعر.