كثر شعراء العصر الأموي احتفالاً بتنقيح شعرهم وتهذيبه والعناية بالبناء الفني لقصائدهم ليأتي شعرهم في الصورة المكتملة فنياً إرضاء لممدوحيهم، وذلك لعدة أسباب، منها:
- ازدهار حركة الترجمة في العصر الأموي، مما أدى إلى تعرف الشعراء على ألوان جديدة من الشعر وأشكاله، مما دفعهم إلى تجديد شعرهم وتطويره.
- ظهور الشعراء المداحين، الذين كانوا يعتمدون على مدح الملوك والأمراء والوزراء للحصول على العطايا والمكرمات، مما دفعهم إلى عناية شعرهم وتنميته حتى يحظى برضاهم.
- ظهور النقاد الأدبيين في العصر الأموي، الذين كانوا ينتقدون شعر الشعراء ويوجهونهم إلى تحسينه، مما دفع الشعراء إلى الاهتمام بتنقيح شعرهم حتى يرضوا النقاد.
وقد كان لاهتمام شعراء العصر الأموي بتنقيح شعرهم أثر كبير على تطور الشعر العربي، حيث ساهم في ظهور القصيدة العربية الكاملة الأركان، التي تتميز بوحدة الموضوع والوزن والقافية والبناء الفني المتماسك.
وفيما يلي بعض الأمثلة على اهتمام شعراء العصر الأموي بتنقيح شعرهم:
- كان الفرزدق من أشهر شعراء العصر الأموي، وكان يحرص على تنقيح شعره قبل نشره، حيث كان يعرضه على أصدقائه وزملائه الشعراء ليأخذ آرائهم فيه، كما كان يعيد قراءته مراراً وتكراراً حتى يتأكد من سلامته الفنية.
- كان جرير من أشهر شعراء العصر الأموي، وكان يحرص أيضاً على تنقيح شعره، حيث كان يقضي ساعات طويلة في مراجعة قصائده قبل نشرها.
- كان المهلهل من أشهر شعراء العصر الأموي، وكان يحرص على تنقيح شعره، حيث كان يقضي أياماً في مراجعة قصائده قبل نشرها.
وهكذا، فقد كان اهتمام شعراء العصر الأموي بتنقيح شعرهم خطوة مهمة في تطور الشعر العربي، حيث ساهم في ظهور القصيدة العربية الكاملة الأركان، التي تتميز بوحدة الموضوع والوزن والقافية والبناء الفني المتماسك.