اعراب منح الاسلام المستعبدين حريتهم
منح الإسلام المستعبدين حريتهم هو من أعظم الإنجازات التي قام بها في تاريخ البشرية. فقد اعتبر الإسلام جميع الناس سواءً كانوا أحرارًا أو عبيدًا، وجعلهم جميعًا إخوة في الإنسانية. وقد نظم الإسلام علاقة السيد بالعبد بشكل عادل، وأعطى العبد حقوقًا كثيرة، منها حق الحياة والحرية والأمان والكرامة.
وفيما يلي بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على منح الإسلام المستعبدين حريتهم:
-
من القرآن الكريم:
- قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصْرِفُوا} [النساء: 92].
- قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ عَفَوْتُمْ وَصَفَحْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [الشورى: 40].
-
من السنة النبوية:
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعتق رقبةً أعتق الله بكل عضو منه عضوًا من النار".
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعتق أمةً، فإن الله يعتق بكل عضو منه عضوًا من النار، حتى يعتق رأسه من النار".
ولقد كان للإسلام تأثير كبير في تحرير العبيد في العالم. فقد أدى إلى تحرير ملايين العبيد في العالم الإسلامي، وساهم في القضاء على العبودية بشكل كامل في العديد من الدول الإسلامية.
وفيما يلي بعض الأمثلة على أثر الإسلام في تحرير العبيد:
- في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أسلم العديد من العبيد، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتقهم. وقد اعتق الرسول صلى الله عليه وسلم عتقاء كثيرين، منهم بلال بن رباح، وسالم مولى أبي حذيفة، وزيد بن حارثة، وغيرهم.
- في عهد الخلفاء الراشدين، استمر تحرير العبيد، فقد اعتق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتقاء كثيرين، منهم أم كلثوم بنت عقبة، وعبد الرحمن بن عوف.
- في العصر العباسي، استمر تحرير العبيد، وقد اعتق الخليفة المأمون العباسي عتقاء كثيرين، منهم أبو بكر محمد بن داود، وأبو عبد الله محمد بن أبي زيد.
وهكذا، كان منح الإسلام المستعبدين حريتهم من أعظم الإنجازات التي قام بها في تاريخ البشرية. فقد ساهم في تحرير ملايين العبيد في العالم، وساهم في القضاء على العبودية بشكل كامل في العديد من الدول الإسلامية.