يطرح مؤلف الأدب و الغرابة عددًا من الإشكاليات، منها:
- الإشكالية التعريفية: ما هي الغرابة؟ وكيف يمكن تعريفها؟ هل هي مجرد انحراف عن القاعدة، أم أنها شيء أكثر تعقيدًا؟
- الإشكالية الجمالية: ما قيمة الغرابة في الأدب؟ هل هي مجرد وسيلة لجذب الانتباه، أم أنها تلعب دورًا أبعد من ذلك؟
- الإشكالية الأخلاقية: هل الغرابة مقبولة في الأدب؟ هل يمكن أن تؤدي إلى انحلال الأخلاق، أم أنها يمكن أن تكون أداة لمعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية المعقدة؟
فيما يلي تفصيل لهذه الإشكاليات:
الإشكالية التعريفية
لا يوجد إجماع بين النقاد حول تعريف الغرابة. بعض النقاد يعرّفونها بأنها انحراف عن القاعدة، أو عدم توقع ما يحدث. بينما يعرّفها آخرون بأنها شيء أكثر تعقيدًا، ويشمل ذلك الشعور بالدهشة أو الارتباك أو عدم الراحة.
الإشكالية الجمالية
يرى بعض النقاد أن الغرابة هي مجرد وسيلة لجذب الانتباه، ولا تلعب دورًا جماليًا حقيقيًا. بينما يرى آخرون أن الغرابة يمكن أن تؤدي إلى إثارة الخيال، وخلق جو من الغموض والإثارة.
الإشكالية الأخلاقية
يرى بعض النقاد أن الغرابة يمكن أن تؤدي إلى انحلال الأخلاق، لأنها تدعو إلى قبول ما هو غير عادي أو غير مقبول. بينما يرى آخرون أن الغرابة يمكن أن تكون أداة لمعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية المعقدة، من خلال تقديم منظور جديد على الواقع.
بعض الأمثلة على الغرابة في الأدب
هناك العديد من الأمثلة على الغرابة في الأدب، منها:
- رواية "مسخ" لفرانز كافكا: تدور أحداث الرواية حول موظف متواضع يتحول فجأة إلى حشرة عملاقة. هذه الحادثة الغريبة تؤدي إلى خلل في الواقع الذي يعيش فيه البطل، وتجعله ينظر إلى العالم بطريقة مختلفة.
- رواية "الغريب" لألبير كامو: تدور أحداث الرواية حول شاب يقتل رجلًا دون سبب واضح. هذا القتل الغريب يؤدي إلى أزمة وجودية لدى البطل، ويجعله يشك في معنى الحياة وقيمة الوجود.
- رواية "البيت الأشباح" لتوفيق الحكيم: تدور أحداث الرواية حول عائلة تنتقل إلى منزل قديم، وتتعرض لسلسلة من الأحداث الغريبة والمخيفة. هذه الأحداث تثير الرعب في نفوس أفراد العائلة، وتجعلهم يشكون في وجود الأرواح.
هذه مجرد أمثلة قليلة على الغرابة في الأدب، وهناك العديد من الأعمال الأدبية الأخرى التي يمكن أن تُدرج ضمن هذا الإطار.