المقولة "من علمني حرفا صرت له عبدا" هي مقولة مشهورة في الثقافة العربية، وهي تقال لحث الناس على احترام المعلمين والتقدير لهم لما يبذلونه من جهد في تعليم الآخرين.
ومعنى هذه المقولة أن العلم هو أعظم هدية يمكن أن يمنحها إنسان لغيره، فهو الأساس الذي يبنى عليه التقدم والازدهار، ومن علمك حرفا فقد ساهم في بناء مستقبلك، لذلك وجب عليك أن تحترمه وتقدر فضله عليك.
ولكن يجب التنويه إلى أن هذه المقولة ليست حديثا نبويا صحيحا، فقد وردت في بعض كتب التراث، ولكنها لم تثبت صحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهناك تفسير آخر لهذه المقولة، وهو أن المقصود بالعبودية هنا هو العبودية الطوعية، أي أن الطالب يكون ممتنًا للمعلم ومطيعًا له، ويحترمه ويقدر فضله عليه، دون أن يفقد استقلاليته وحريته.
وهذا التفسير هو الأقرب إلى الصواب، فالإسلام لا يقر العبودية إلا لله تعالى، ولا يجوز أن يكون الإنسان عبدا لغيره من البشر.
وخلاصة القول، فإن المقولة "من علمني حرفا صرت له عبدا" هي مقولة جيدة تدل على أهمية العلم وفضل المعلمين، ولكن يجب أن نفهم معناها بشكل صحيح، وأن ندرك أنها لا تعني العبودية بالمعنى الحرفي.