النثر فی عصر الاسلامی
دخل النثر العربي في طور جديد بظهور الإسلام، بعد أن تعرضت الحياة الأدبية لانقلاب شامل وتطور بعيد المدى. ولم يكن ثمة بد من أن يتأثر الأدب بالحياة الجديدة وأن يكون صدى لأحداثها واتجاهاتها.
وقد تميز النثر في العصر الإسلامي بمجموعة من الخصائص، منها:
- الوضوح والسهولة: فقد اتسم النثر الإسلامي بالوضوح والسهولة، حتى يتمكن العامة من فهمه.
- الاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية: فقد اعتمد النثر الإسلامي على القرآن الكريم والسنة النبوية في التعبير عن المعاني والأفكار.
- الاهتمام بالأخلاق والقيم الإسلامية: فقد حرص الأدباء المسلمون على تناول موضوعات الأخلاق والقيم الإسلامية في نثرهم.
ومن أهم أنواع النثر في العصر الإسلامي ما يلي:
- الخطابة: وهي فن مخاطبة الجمهور لإقناعهم أو توعيتهم أو حثهم على فعل شيء ما. وقد برع في الخطابة في العصر الإسلامي عدد كبير من الخطباء، منهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، والخليفة العباسي الرشيد.
- الرسائل: وهي فن الكتابة بين شخصين أو أكثر، وقد برع في كتابة الرسائل في العصر الإسلامي عدد كبير من الكتاب، منهم: ابن المقفع، وعبد الحميد بن يحيى، وابن قتيبة.
- الإنشاء: وهو فن كتابة النصوص المختلفة، وقد برع في الإنشاء في العصر الإسلامي عدد كبير من الكتاب، منهم: الجاحظ، وابن رشيق القيرواني، وابن عبد ربه الأندلسي.
وقد ازدهر النثر في العصر الإسلامي في جميع الأقطار الإسلامية، وظهرت في كل قطر مدارس أدبية خاصة به، منها:
- المدرسة العراقية: والتي ظهرت في العراق في القرن الثاني الهجري، وتأثرت بالأدب الفارسي.
- المدرسة الشامية: والتي ظهرت في الشام في القرن الثالث الهجري، وتأثرت بالأدب اليوناني.
- المدرسة الأندلسية: والتي ظهرت في الأندلس في القرن الرابع الهجري، وتأثرت بالأدب اللاتيني.
وقد ترك النثر الإسلامي أثرًا كبيرًا في الأدب العربي، ويعد من أهم مراحل تطوره.