قصيدة "دع عنك لومي" هي قصيدة منسوبة إلى الشاعر العباسي أبو نواس، وتُعد من أشهر قصائده في مدح الخمر. تتكون القصيدة من 16 بيتًا، وتدور حول موضوعين رئيسيين هما:
- مدح الخمر
- نقد العقل والعلم
في الأبيات الأولى من القصيدة، يخاطب أبو نواس لائمه، ويطلب منه أن يدعه وشأنه، وأن لا يوبخه على حبه للخمر. ويصف الخمر في هذه الأبيات بأنها جوهرة ثمينة، يجب أن يُعامل باحترام.
دع عنك لومي إني مقتولٌ بحبّها ولستُ بمُستَهِلِ فما الخمرُ إلا ريحانٌ وإنّ ريحانها كالطلالِ لا تُنكرِها إنّها لَذّةٌ تُذهِبُ الهَمَّ عنِ القلَاَّلِ
في الأبيات التالية، ينتقل أبو نواس إلى نقد العقل والعلم، ويصفهما بأنهما لا ينفعان في شيء. ويؤكد أن الخمر هي أقوى منهما، وأنها تستطيع أن تمنح الإنسان المتعة والسعادة التي لا يُمكن أن يحصل عليها منهما.
إنّ العقلَ والعلمَ لا يُفيدانِ وما هما إلاّ كحبّةِ الْقلِيلِ إنّ الخمرَ أقوى منهما وإنّها تُعطي لذّةَ الفُؤادِ فَمَن يُنكرُ لذّةَ الخمرِ إنّهُ جاهلٌ أو مُستَهِلُ
في الأبيات الأخيرة من القصيدة، يختم أبو نواس قصيدته بتأكيد حبه للخمر، وأنه لا يُريد أن يتخلى عنها أبدًا.
فإنّي مُحبٌّ للخمرِ وأَني مُتَيمٌ بِهَا أبدًا وإنّني سأشربُها حتّى يُخَلِّيَني عنها المَوتُ
تُعد قصيدة "دع عنك لومي" من أشهر قصائد الخمر في الأدب العربي، وقد حظيت باهتمام كبير من النقاد والشعراء. وقد ساهمت هذه القصيدة في ترسيخ صورة الشاعر أبو نواس كشاعر مجنون، يُفرط في شرب الخمر، ويُنكر العقل والعلم.
وفيما يلي بعض الملاحظات على هذه القصيدة:
- استخدم أبو نواس في هذه القصيدة العديد من الصور الفنية، مثل التشبيه والكناية، والتي ساهمت في إبراز جمالية القصيدة وبلاغتها.
- اتسمت هذه القصيدة بجرأة الأفكار والتعبير، حيث تحدَّى أبو نواس في هذه القصيدة التقاليد الاجتماعية والأخلاقية السائدة في عصره.
- تُعد هذه القصيدة من القصائد التي عكست حالة المجتمع العباسي في القرن الثاني الهجري، حيث تميز هذا العصر بانتشار المجون والترف.
