في قصيدة البردة للإمام البوصيري، تكسر همزة "إن" في ثلاثة مواضع، وهي:
- في صدر البيت الأول: إنّ الرسولَ مَبعوثٌ مِنْ ربِّهِ
- في صدر البيت الثاني: إنّ اللهَ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ
- في صدر البيت الثالث: إنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
والسبب في كسر همزة "إن" في هذه المواضع الثلاثة هو أنها وقعت في صدر الكلام، والقاعدة النحوية تقول: "إنّ همزة "إن" تكسر إذا وقعت في صدر الكلام، سواء أكان خبرها محذوفاً أم غير محذوف".
ففي البيت الأول، خبر "إن" محذوف، والمقصود "إنّ الرسولَ مَبعوثٌ مِنْ ربِّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكُتُبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهَا".
وفي البيت الثاني، خبر "إن" محذوف، والمقصود "إنّ اللهَ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى".
وفي البيت الثالث، خبر "إن" محذوف، والمقصود "إنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا".
وهناك رأي آخر يقول: إن همزة "إن" تكسر في هذه المواضع الثلاثة لأنها وقعت في صدر الكلام، وخبرها مضاف إلى الضمير المتأخر، والقاعدة النحوية تقول: "إنّ همزة "إن" تكسر إذا وقعت في صدر الكلام، وخبرها مضاف إلى الضمير المتأخر".
ففي البيت الأول، خبر "إن" مضاف إلى ضمير المتأخر "ه" المتصل بـ"مُصَدِّقًا"، وفي البيت الثاني، خبر "إن" مضاف إلى ضمير المتأخر "ه" المتصل بـ"مُهَيْمِنًا"، وفي البيت الثالث، خبر "إن" مضاف إلى ضمير المتأخر "ك" المتصل بـ"عَلَى خُلُقٍ".
وهذا الرأي الأخير ضعيف، لأن القاعدة النحوية التي ذكرها لا تنطبق على كل الحالات، فهناك مواضع كثيرة وقعت فيها همزة "إن" في صدر الكلام، وخبرها مضاف إلى الضمير المتأخر، ومع ذلك لم تكسر همزة "إن" في هذه المواضع، مثل:
- إنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
- إنَّكَ لَعَلَى خَيْرِ قَصْدٍ
وبناءً على ذلك، فإن الرأي الراجح هو أن سبب كسر همزة "إن" في هذه المواضع الثلاثة هو أنها وقعت في صدر الكلام، وليس لأنها وقعت في صدر الكلام، وخبرها مضاف إلى الضمير المتأخر.