صورة المجتمع في الغزل الإباحي هي صورة مجتمع ذكوري بامتياز، حيث تُصوَّر المرأة على أنها مجرد أداة للمتعة الجسدية للرجل، وليست كائنًا مستقلًا يتمتع بحقوقه وكرامته.
تُبرز قصائد الغزل الإباحي بشكل واضح التباين بين مكانة الرجل ومكانة المرأة في المجتمع، حيث يُصور الرجل على أنه صاحب السلطة والسيطرة، بينما تُصور المرأة على أنها خاضعة له، ويجب أن تلبي رغباته.
ففي قصائد الغزل الإباحي، نجد أن المرأة غالبًا ما توصف بجسدها وجمالها الجسدي، وليس بشخصيتها أو أفكارها أو مشاعرها. فهي مجرد كائن مادي يُستخدم لإشباع رغبات الرجل الجنسية.
كما تُصوَّر المرأة في الغزل الإباحي على أنها شخصية ضعيفة وسهلة الانقياد، ويمكن للرجل أن يفعل بها ما يشاء. ففي قصيدة عمر بن أبي ربيعة الشهيرة، يصف الشاعر محبوبته بأنها "كخرقة في يد النساج"، مما يُظهر كيف أنها مجرد شيء يمكن للرجل أن يتحكم فيه ويتصرف به كما يشاء.
وعلى الرغم من أن الغزل الإباحي كان منتشرًا في المجتمعات العربية القديمة، إلا أنه كان دائمًا محل نقد ورفض من قبل بعض الأدباء والفقهاء. فقد رأى هؤلاء أن الغزل الإباحي يُحط من قدر المرأة، ويُروج لقيم منحرفة في المجتمع.
وفيما يلي بعض الأمثلة على صورة المجتمع في الغزل الإباحي:
- في قصيدة عمر بن أبي ربيعة، يصف الشاعر محبوبته بأنها:
"كأن ساقيها عناق الرمان" "وكأن شفتيها عناق الرمان"
- وفي قصيدة لجميل بثينة، يصف الشاعر محبوبته بأنها:
"كأن عينيها رمانتان" "كأن ثديها رمانتان"
- وفي قصيدة لذي الرمة، يصف الشاعر محبوبته بأنها:
"كأن جسدها خرقة في يد النساج" "يُحركها كيف يشاء"
من خلال هذه الأمثلة، يتضح لنا أن صورة المجتمع في الغزل الإباحي هي صورة مجتمع ذكوري بامتياز، حيث تُصوَّر المرأة على أنها مجرد أداة للمتعة الجسدية للرجل، وليست كائنًا مستقلًا يتمتع بحقوقه وكرامته.