نعم، تفنن عمر بن أبي ربيعة في رسم صورة طريفة للعاشقين، وذلك من خلال عدة وسائل، منها:
- التركيز على الجانب الجسدي للحب: كان عمر بن أبي ربيعة شاعرًا حسيًا، يهتم بالوصف الجسدي للمرأة والعاشق، مما أعطى صورة للحب فيها الكثير من الطرافة والمرح. فمثلًا، يصف عمر بن أبي ربيعة في إحدى قصائده لحظة اللقاء بين العاشقين، فيقول:
**أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ صَرَمْتِ عَهْدِي ** وَغَدَرْتِ بِي بَعْدَ مَا صَدَقْتُ **وَقَدْ كُنْتِ تَحْلُفِينَ بِاللَّهِ ** أَنْ لاَ تَبْخَلِي بِنَفْسِكِ عَلَيَّ **وَأَنْتِ أَعْلَمُ مِنِّي ** بِأَنَّ الشَّفَقَ مِنْ عَادَتِي
في هذه الأبيات، يصف عمر بن أبي ربيعة المرأة بأنها خانت عهده، وغدرت به بعد أن صدق معها. كما يصف حرصها الشديد على أن يحظى برضاها، حتى أنها كانت تحلف بالله ألا تبخل عليه بنفسها. لكن في النهاية، لم تفي بوعده، مما أدى إلى سخرية الشاعر منها.
- استخدام أسلوب الحوار: استخدم عمر بن أبي ربيعة أسلوب الحوار بشكلٍ مكثف في شعره، مما ساعده على رسم صورة أكثر واقعية للعاشقين. فمثلًا، في إحدى قصائده، يصف حوارًا دار بينه وبين محبوبته، فيقول:
**قَالَتْ لِي الْمَهْدِيَّةُ ** إِنَّكَ مُتَعَرِّفٌ **قُلْتُ لَهَا إِنِّي ** مَا أَتَعَرَّفُ إِلَّا لِمَا أَعْرِفُ
في هذه الأبيات، يصف عمر بن أبي ربيعة حوارًا دار بينه وبين محبوبته، حيث تتهمه بأنه متكبر ومتعالٍ، فيرد عليها بأنه لا يتعرف إلا على من يعرفه.
- التلاعب بالألفاظ: كان عمر بن أبي ربيعة بارعًا في التلاعب بالألفاظ، مما أضفى على شعره الكثير من الطرافة والجمال. فمثلًا، في إحدى قصائده، يصف محبوبته بأنها "أم غيلان"، حيث يقصد بـ"غيلان" الخيل. وفي هذه الأبيات، يصف الشاعر سرعة محبوبته في المشي، فيقول:
**أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ صَرَمْتِ عَهْدِي ** وَغَدَرْتِ بِي بَعْدَ مَا صَدَقْتُ **وَكَانَتْ تَمْشِي كَأَنَّهَا ** مَرْكَبَةٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْنَاقٍ
في هذه الأبيات، يصف الشاعر سرعة محبوبته في المشي، فيشبهها بمركبة تسير على أربعة أعناق. هذا التشبيه غريب ومثير للسخرية، مما يعطي صورة طريفة للعاشقة.
وبذلك، نرى أن عمر بن أبي ربيعة قد تفنن في رسم صورة طريفة للعاشقين، وذلك من خلال عدة وسائل، منها التركيز على الجانب الجسدي للحب، واستخدام أسلوب الحوار، والتلاعب بالألفاظ.
