الإجابة:
الإيمان والصدق هما صفتان عظيمتان في الإسلام، فالإيمان هو الركن الأول من أركان الإسلام، وهو الاعتقاد الجازم بوجود الله تعالى وبجميع صفاته وأفعاله، والصدق هو قول الحق وعدم الكذب، ولا يجتمع الإيمان والكذب في قلب عبد أبدًا، فكلما زاد إيمان العبد، كلما ازداد صدقه، وكلما زاد صدق العبد، كلما ازداد إيمانه.
وأما التعبير عن الآية "المؤمن الصدق يحب الله" فهي كالآتي:
الفاعل: المؤمن الفعل: يحب المفعول به: الله الظرف: الصدق
التقدير: المؤمن الذي هو في صدقه، يحب الله.
التوضيح:
المؤمن هو من آمن بالله تعالى وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، والصدق هو قول الحق وعدم الكذب، فمعنى الآية أن المؤمن الذي هو في صدقه، أي الذي يتصف بالصدق في جميع أقواله وأفعاله، يحب الله تعالى، ويحبه الله تعالى أيضاً.
وذلك لأن الصدق من صفات الله تعالى، فالله تعالى هو الصادق المصدوق، وهو الذي يحب الصدق في عباده، كما قال تعالى: {وَلَا يُحِبُّ اللَّهُ الْمُخْتَالِينَ} [النساء: 36]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْتُمُونَ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 283]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142].
ولذلك، فإن المؤمن الذي يتصف بالصدق، يكون قد اقتدى بالله تعالى في صفة من صفاته، مما يجعله محبوبًا لله تعالى.