الإجابة على هذا السؤال تعتمد على التعريف الذي نعطيه للحرب والسلام. إذا عرّفنا الحرب بأنها العنف المسلح الذي يهدف إلى إلحاق الضرر أو التدمير، والسلم بأنه حالة من الهدوء والوئام، فإن الحرب لا يمكن أن تكون من أجل السلام. فالحرب هي نقيض السلام، ولا يمكن أن تؤدي إلى السلام إلا في حالة نادرة جدًا، حيث تنتصر إحدى الأطراف على الأخرى تمامًا وتفرض عليها السلام.
أما إذا عرّفنا الحرب بأنها صراع بين طرفين أو أكثر، والسلم بأنه حالة من التفاهم والتعاون، فإن الحرب يمكن أن تكون من أجل السلام في بعض الحالات. ففي هذه الحالة، تكون الحرب وسيلة لتحقيق السلام، وليس هدفًا في حد ذاتها.
على سبيل المثال، يمكن أن تكون الحرب من أجل السلام في حالة الدفاع عن النفس. فعندما تتعرض دولة لهجوم من دولة أخرى، فإنها قد تضطر إلى خوض حرب دفاعية من أجل حماية شعبها وأراضيها. وفي هذه الحالة، فإن الهدف من الحرب هو وقف العدوان وتحقيق السلام.
وعلى سبيل المثال الآخر، يمكن أن تكون الحرب من أجل السلام في حالة محاربة الاستعمار أو الاحتلال. فعندما تقاتل دولة من أجل استقلالها أو التحرر من الاحتلال، فإنها تكون في الواقع تقاتل من أجل السلام. وفي هذه الحالة، فإن الهدف من الحرب هو تحقيق الاستقلال أو التحرر، مما يؤدي إلى السلام.
وهكذا، فإن الإجابة على السؤال "هل حربنا حرب من أجل السلام؟" تعتمد على تعريفنا للحرب والسلام. إذا عرّفناهما بشكل مطلق، فإن الحرب لا يمكن أن تكون من أجل السلام. أما إذا عرّفناهما بشكل نسبي، فإن الحرب يمكن أن تكون من أجل السلام في بعض الحالات.
وفيما يلي بعض الشروط التي يجب توافرها حتى تكون الحرب من أجل السلام:
- أن يكون الهدف من الحرب هو تحقيق السلام، وليس إلحاق الضرر أو التدمير.
- أن تكون الحرب ضرورية لتحقيق السلام، وأن تكون هناك خيارات أخرى أقل عنفًا غير متوفرة.
- أن تكون الحرب عادلة، وأن تحترم حقوق الإنسان.
إذا توفرت هذه الشروط، فإن الحرب يمكن أن تكون أداة لتحقيق السلام، ولكنها في نفس الوقت أداة خطيرة يجب استخدامها بحذر.