يعتقد إريك فايل أن الإيديولوجيا هي ظاهرة ضرورية للوجود الإنساني، لأنها تمنح الإنسان معنى للحياة وإطارًا للفهم. ويرى فايل أن الإيديولوجيا ليست مجرد تشويه للواقع، بل هي طريقة لتنظيم الواقع وتفسيره.
يستند موقف فايل هذا إلى فلسفته الوجودية، التي تركز على أهمية الوعي والحرية الإنسانية. فبالنسبة لفايل، فإن الإنسان كائن حر ومبدع، ويجب أن يكون قادرًا على بناء معنى لحياته بنفسه. ويرى أن الإيديولوجيا هي وسيلة لتحقيق ذلك، لأنها توفر للإنسان مجموعة من القيم والأفكار التي يمكن أن يبني عليها معنى لحياته.
يرفض فايل الموقف الذي يرى الإيديولوجيا على أنها مجرد أداة للقمع الاجتماعي. فبالنسبة له، فإن الإيديولوجيا يمكن أن تكون أداة للتحرر أيضًا. فعندما تكون الإيديولوجيا نابعة من الوعي الحر للإنسان، فإنها يمكن أن تدفعه إلى العمل من أجل تحقيق أهدافه وقيمته.
يمكن تلخيص موقف فايل حول الإيديولوجيا في النقاط التالية:
- الإيديولوجيا ظاهرة ضرورية للوجود الإنساني.
- الإيديولوجيا ليست مجرد تشويه للواقع، بل هي طريقة لتنظيم الواقع وتفسيره.
- الإيديولوجيا يمكن أن تكون أداة للتحرر أيضًا.
يمكن توضيح موقف فايل من خلال مثال محدد. فمثلًا، يمكن أن تكون الدين أو القومية إيديولوجيات. فالدين يوفر للإنسان مجموعة من القيم والأفكار التي يمكن أن تمنح حياته معنى، مثل الإيمان بالخير والشر والعدالة والرحمة. والقومية تمنح الإنسان شعورًا بالانتماء والوحدة، مما يمكن أن يدفعه إلى العمل من أجل تحقيق أهداف جماعية.
ولكن، يمكن أن تتحول الإيديولوجيا أيضًا إلى أداة للقمع الاجتماعي، إذا كانت نابعة من سلطة خارجية تفرضها على الناس. فمثلًا، يمكن أن تستخدم السلطة السياسية الدين أو القومية لتبرير ممارساتها القمعية.
وأخيرًا، يمكن القول أن موقف فايل حول الإيديولوجيا هو موقف متوازن، يرفض الرؤية السوداوية التي ترى الإيديولوجيا على أنها مجرد أداة للقمع، ويؤكد على دورها الإيجابي في بناء معنى للوجود الإنساني.